مئات الآلاف من الفرص الوظيفية في الصحة
ما لم نعالج أسباب عدم توظيف مختصي الصحة فلن نستطيع حصد الاستثمارات التي زرعتها الدولة بهم، هؤلاء بحاجة إلى إعادة تأهيل وتحسين وتجهيز لسوق العمل
يعمل في المملكة 346 ألف شخص في الوظائف الطبية والصحية منهم فقط 154 ألفا سعوديون أي 45%، ونعلم جميعا أن عدد الكوادر الطبية والصحية في المملكة أقل بكثير من العدد المطلوب للعلاج بسبب النقص في عدد المستشفيات والمرافق الصحية وبالتالي الأطباء وبقية الكوادر. الاستعانة بغير السعوديين ضرورية لعدم توفر الكوادر الجاهزة، ولكن بالتأكيد نستطيع توظيف مزيد من السعوديين الآن.
زيادة عدد الكوادر الصحية والطبية مهمة مهما كانت الجنسية فهذا ضروري للوصول إلى المعدلات الدولية بالنسبة لعدد السكان، ولكن هذا خارج نقاشنا في هذا المقال حيث إننا نتحدث هنا فقط عن السعوديين الحاصلين على المؤهلات الضرورية ولم يحصلوا على وظائف.
لدينا الكثير من خريجي التخصصات والدبلومات الطبية والصحية بلا وظائف لأسباب إما معدلات أو اختبارات تأهيل وكفاءات وقياس أو لأسباب أخرى. هؤلاء شبه جاهزين في أسوأ افتراض وربما يحتاجون إلى برامج إعادة تأهيل وبرامج مهارات شخصية وانضباط، حيث إن الرأي العام يرى أن الكثير من السعوديين لا يملكون نفس الانضباطية مثل الأجانب خصوصا في مهن التمريض، فلو قبلنا بذلك مجازا، نحن بحاجة إلى تأهيل الخريجين للدبلومات وغيرها لكي نوجد لهم الوظائف ونستطيع تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية، فالمملكة بحاجة إلى حصد الاستثمارات التي زرعتها في هؤلاء منذ الصغر في التعليم والعلاج والخدمات وغيرها.
يوجد لدينا 210 آلاف وظيفة في القطاع الصحي يشغلها وافدون في المستشفيات الحكومية لوزارة الصحة والمستشفيات الحكومية الأخرى (التخصصية والجامعية والعسكرية وغيرها) وفي المستشفيات الخاصة. تنقسم هذه الوظائف التي يشغلها وافدون إلى 63 ألف طبيب، 104 آلاف من العاملين بالتمريض، 18 ألف صيادلة، 26 ألف من وظائف الفئات الطبية المساعدة.
يشغل السعوديون في المملكة نسبة 23% من وظائف الأطباء في القطاعات الحكومية والمستشفيات الخاصة، و37% في وظائف التمريض، وفقط 21% من الصيادلة، وأخيرا 73% من وظائف الفئات الطبية المساعدة. بذلك يشغل السعوديون فقط 45% من الوظائف في القطاع الصحي، طبعا هذا لا يشمل القطاعات الإدارية والمحاسبية وغيرها.
في القطاع الخاص، عدد الأطباء 28800 منهم فقط 700 سعودي أي بنسبة 2.5%، وعدد الصيادلة 17000 منهم فقط 600 سعودي، وعدد العاملين بالتمريض 41800 منهم فقط 2,200 سعودي، والعاملون بالفئات الطبية المساعدة 18500 منهم فقط 5000 سعودي. بذلك يكون عدد العاملين في القطاع الصحي في القطاع الخاص 106 آلاف، منهم فقط 8,200 سعودي أي 8%.
يشغل غير السعوديين في القطاع الخاص 98 ألفا من الوظائف التي سبق ذكرها، بينما عدد غير السعوديين في القطاعات الحكومية يصل إلى 112 ألفا لنفس الوظائف المذكورة.
ففي القطاعات الحكومية 53 ألف طبيب، منهم 34 ألفا غير سعودي، ويعمل 124 ألف ممرض في نفس القطاعات الحكومية منها 64 ألفا مشغولة بغير السعوديين، ولكن عدد الصيادلة 5 آلاف منهم فقط ألف غير سعودي، وأخيرا يشغل 76 ألف مختص في الفئات الطبية المساعدة ولكن فقط 12 ألفا غير سعودي. بذلك تكون نسبة السعوديين في الوظائف الطبية والصحية في القطاعات الحكومية 57%.
بقي أن نعلم أن المستشفيات والمرافق الصحية والطبية في المملكة لا تواجه تنافسا كبيرا، وهذا يعتبر نوعا من الاحتكار وإن كان غير مقصود، هذا يجعل التركيز دائما على زيادة الأرباح. فليس مستغربا أن يكون عدد الممرضين في المستشفيات والمرافق الصحية والطبية في القطاع الخاص 145 لكل 100 طبيب، بينما عددهم 234 لكل 100 طبيب في المستشفيات والمرافق الصحية والطبية في القطاع الحكومي.