بقلم / وائل المالكي   
معظم المفاهيم الصحية لدينا غير مفهومة لمن يعملون خارج النظام الصحي أو حتى داخله، لأنها ببساطة غير مطبقة بشكلها الكامل وليست منتشرة، فمن الطبيعي جدا أن يكون هناك خلل في تقديم الخدمات الصحية، وتحديدا الرعاية الصحية الأولية.
نظام الرعاية الصحية الأولية لدينا هش جدا، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية سعت جاهدة إلى نشر هذا المفهوم منذ 35 سنة، وتَعتَبر المنظمة أن الرعاية الصحية الأولية تضمن العدل والجودة في تقديم الخدمات الصحية مع الوقاية والعلاج وترشيد استثمار الموارد. في عام 1994 شعرت منظمة الصحة العالمية بأن توفير الصحة للجميع في عام 2000 لن يتحقق بسبب أن المؤسسات الحكومية الصحية انشغلت بتدبير حالات الطوارئ لمنع انتشار الأمراض.. الإيدز والسل وغيرهما آنذاك.
ولكن كل الجهات الصحية في العالم آمنت بضرورة تطبيق مفهوم الرعاية الصحية الأولية بعد الأزمات الصحية العالمية المتكررة، ومن هنا نفهم بأن الرعاية الصحية الأولية هي الخطوة الأولى للحد من انتشار الأمراض والوقاية من الأمراض المحتملة وسرعة التعامل معها.
الرعاية الصحية الأولية لدينا تتمثل في المراكز الصحية التي أصبحت مرتعا للنوم والراحة، وأكاد أجزم بأن البعض يتجنب زيارة المركز الصحي المجاور لأنه لا يقدم الخدمة كاملة، ومن هنا تبدأ قصة أخرى لحجز المواعيد والمراجعات في المستشفيات.
لدينا هنا في المملكة ما يقارب 2260 مركزا صحيا، ولكن هل تقدم خدمات الرعاية الصحية كاملة؟ بالطبع لا.
من حق كل مواطن أن يحصل على خدمات الرعاية الصحية كاملة، كما هو موجود في الإستراتيجية الوطنية الصحية، ولكن ما هي الخدمات الصحية التي يجب أن تقدمها المراكز؟
أطلقت الوزارة قبل أسابيع استفتاء عن مراكز الرعاية الأولية ووضعت فيه أسئلة مهمة وغير مهمة، ولكن لا يعتبر القياس المثالي للخدمة المقدمة، هنا تكمن مسؤولية مديري المراكز الصحية في التحرك بإطار منظم يضمن تقديم الخدمات الصحية كاملة.
وربما زيارة الوزير لأحد المراكز الصحية بجدة جعلته يكتشف أنها مرتع للراحة. نحن بحاجة إلى مبادرات لتعزيز الصحة بغرس مفهوم الرعاية الصحية الأولية لدى الكوادر الصحية أولا، وبعدها ننطلق للمجتمع.