مدير ولكن … !!
بقلم / محمد السنان
مجلة الجوده الصحيه _ دينا المحضار
سأبدأ مقالي هذا بما اعتبره نكتة غريبة بعض الشيء، في وزارة الصحة يتم وضعك كمدير و لكن لست من يختار المساعدين ولا مدراء الإدارات الكبرى، وفي الأخير أنت محاسب عن أي اخفاق يتسببوا به لإدارتك !! نعم هذه حقيقة و قد تختلف من مستوى لآخر، فقد يتم اختيار وكلاء مساعدين أو مدراء إدارات عامة بالوزارة من قبل الوزير أو نائبيه، وأنت يا سعادة الوكيل ليس عليك سوى الموافقة أو الرحيل، وكذلك الحال في بعض المناطق والمحافظات، يوضع المدير ولكن فعليا من يختار مساعديه أحد أصحاب المعالي أو السعادة الذين فوقه في الهرم، ولا يستغرب البعض عندما يعلم أن حتى مدراء المستشفيات في بعض الأحيان يتم اختيارهم من نائب الوزير أو أحد وكلاء الوزارة مع أن الصلاحيات مفوضة لمدراء المناطق، والمضحك أن لا يملك مدير الشؤون الصحية بالمنطقة الرفض، وعند حدوث مشاكل بسبب المدير الذي وضعوه للمستشفى يتم القاء اللوم على من وقع القرار وهو مدير الشؤون الصحية للمنطقة!! وقبل فترة من الفترات سمعنا بتعميم عن فصل إدارات المتابعة عن إدارات المستشفيات والارتباط بالوزارة !! وقبلها عمم بعض مدراء الإدارات العامة بالوزارة بعدم صلاحية مدراء المنشآت الصحية التغيير في الإدارات التابعة لهم كنوع من المركزية !! كما قلت في البداية أنت مدير و لكن ….!!
كل ما تحدثت عنه سابقاً هو وصف لما يؤثر فعلياً على بيئة العمل القيادية بالإدارات العامة وإدارات المناطق والمستشفيات، عند وضع مدير وإجباره على مساعدين يختلف معهم في أسلوب العمل والتوجهات، يتم خلق عدم إتزان في العمل و الكثير من الاختلافات، وقد تصل إلى حد العناد لدى أحد المساعدين الذي يشعر بسلطة أكبر كون هذا المدير غير قادر على تغييره أو المساس بمكانته ( عنجهيته ) كما يصح وصف بعض التنفيذين في بعض المناطق، وكيف نتوقع أداء متميز ونجاح من مدير لا يملك السلطة الكاملة على من يديرهم ؟!! أو من مدير يتعامل معه مساعديه كالأنداد و يتحدوه أيضاً في كثير من الأحيان!!
وأحببت أن أذكر على عجالة سبعة أخطاء ترتكبها الشركات بالتوظيف تم نشرها في مجلة ( forbes middle east ) والتي أرغب بمقارنتها بما يحدث لدينا بوزارة الصحة ليس فقط في التوظيف، وإنما عند تكليف بعض المدراء للأسف وسأذكر الخطأ وأشرح ارتباطه بوزارة الصحة :
١) التوظيف وقت الأزمة بدلاً من التخطيط : وهذه نستطيع أن نراها جلية بما يسبق الحج من إعلانات غير منظمة لفتح بعض الوظائف قبل الحج بأسابيع قليلة، وكأن الحج أتى فجأة في غير موعده المعتاد !!
٢) التوظيف قبل تشكيل الهيكل الرئيسي والنظام الأساسي : وللأسف إلى الان لا تلتزم الوزارة بهيكلة محددة وتتغير مع بعض الوزراء ويتم جلب المقربين و تشكيل المناصب للأشخاص وليس وضع الأشخاص في المناصب المناسبة!!
٣) الاستفادة من مصادر غير مهنية لترشيح الموظفين : وهذه النقطة حدث و لا حرج ففيها لغط كثير، ففي زمن أحد الوزراء تم جلب شركة أجنبية بتكلفة عالية لاختبار المرشحين للمناصب العليا، وكان من يختبر مدى إلمام المرشحين بالأنظمة الصحية غير ملم بالأنظمة الصحية بالمملكة !! وكانت شهادة من ذلك الوزير بعدم وجود كفاءات محلية قادرة على تقييم المرشحين، في ذات الوقت الذي وعد بأن نكون مصدرين للخدمات الصحية للخارج !! للأسف فمصادر الترشيح لدى الأغلبية ( صديقي – زميلي – ولاءه لي – من طرف فلان ) !!
٤) اجراءات التوظيف السيئة : فعندما يرى المرشحون الأكفاء مدى سوء الاجراءات و انخفاض المعايير في الاستقطاب، سرعان ما يتسربوا للخارج وللجهات الخاصة، ويبقى المرشحون الأسوأ في العادة .
٥ ) عدم الاهتمام بالسيرة الذاتية السابقة للمرشحين : وهنا أيضا حدث ولا حرج فكم مرة سمعنا عن كشف المستور بحق من تم تكليفهم بإدارات وهم ممنوعون من تولي الإدارة برأي الإدارات السابقة ؟! وكم من مدير فشل في إدارته السابقة ومع ذلك تم تكليفه بغيرها؟! وكم *من مدير اتضح عدم رضا الموظفين والمجتمع عنه، وتم نشر غسيله على الملأ في هاشتاقات بتويتر ولا زال مستمر ؟!وكم وكم من مرشح لم تعطى سيرته السيئة أي مانع أمام تكليفه ؟!!
٦) التوظيف السريع والتأخر في الفصل : و هذا الخطأ يرتكبه بعض القيادات الصحية عندما يتضح أن المرشح الذي تم تكليفه غير جيد في فترة قصيرة، فيصعب على المدير تغييره خجلاً من أن يؤخذ عليه سوء اختياره، فيبقى السيء طويلا في منصبه ليداري المدير فضيحته !!
٧) تضمين ثقافة الشركة ضمن معايير التوظيف: و للأسف لا معايير فعلية للتكليف ليتم تضمين ثقافة وزارة الصحة فيها قبل تكليف الأشخاص .
كل ما تحدثت عنه سابقاً هو وصف لما يؤثر فعلياً على بيئة العمل القيادية بالإدارات العامة وإدارات المناطق والمستشفيات، عند وضع مدير وإجباره على مساعدين يختلف معهم في أسلوب العمل والتوجهات، يتم خلق عدم إتزان في العمل و الكثير من الاختلافات، وقد تصل إلى حد العناد لدى أحد المساعدين الذي يشعر بسلطة أكبر كون هذا المدير غير قادر على تغييره أو المساس بمكانته ( عنجهيته ) كما يصح وصف بعض التنفيذين في بعض المناطق، وكيف نتوقع أداء متميز ونجاح من مدير لا يملك السلطة الكاملة على من يديرهم ؟!! أو من مدير يتعامل معه مساعديه كالأنداد و يتحدوه أيضاً في كثير من الأحيان!!
وأحببت أن أذكر على عجالة سبعة أخطاء ترتكبها الشركات بالتوظيف تم نشرها في مجلة ( forbes middle east ) والتي أرغب بمقارنتها بما يحدث لدينا بوزارة الصحة ليس فقط في التوظيف، وإنما عند تكليف بعض المدراء للأسف وسأذكر الخطأ وأشرح ارتباطه بوزارة الصحة :
١) التوظيف وقت الأزمة بدلاً من التخطيط : وهذه نستطيع أن نراها جلية بما يسبق الحج من إعلانات غير منظمة لفتح بعض الوظائف قبل الحج بأسابيع قليلة، وكأن الحج أتى فجأة في غير موعده المعتاد !!
٢) التوظيف قبل تشكيل الهيكل الرئيسي والنظام الأساسي : وللأسف إلى الان لا تلتزم الوزارة بهيكلة محددة وتتغير مع بعض الوزراء ويتم جلب المقربين و تشكيل المناصب للأشخاص وليس وضع الأشخاص في المناصب المناسبة!!
٣) الاستفادة من مصادر غير مهنية لترشيح الموظفين : وهذه النقطة حدث و لا حرج ففيها لغط كثير، ففي زمن أحد الوزراء تم جلب شركة أجنبية بتكلفة عالية لاختبار المرشحين للمناصب العليا، وكان من يختبر مدى إلمام المرشحين بالأنظمة الصحية غير ملم بالأنظمة الصحية بالمملكة !! وكانت شهادة من ذلك الوزير بعدم وجود كفاءات محلية قادرة على تقييم المرشحين، في ذات الوقت الذي وعد بأن نكون مصدرين للخدمات الصحية للخارج !! للأسف فمصادر الترشيح لدى الأغلبية ( صديقي – زميلي – ولاءه لي – من طرف فلان ) !!
٤) اجراءات التوظيف السيئة : فعندما يرى المرشحون الأكفاء مدى سوء الاجراءات و انخفاض المعايير في الاستقطاب، سرعان ما يتسربوا للخارج وللجهات الخاصة، ويبقى المرشحون الأسوأ في العادة .
٥ ) عدم الاهتمام بالسيرة الذاتية السابقة للمرشحين : وهنا أيضا حدث ولا حرج فكم مرة سمعنا عن كشف المستور بحق من تم تكليفهم بإدارات وهم ممنوعون من تولي الإدارة برأي الإدارات السابقة ؟! وكم من مدير فشل في إدارته السابقة ومع ذلك تم تكليفه بغيرها؟! وكم *من مدير اتضح عدم رضا الموظفين والمجتمع عنه، وتم نشر غسيله على الملأ في هاشتاقات بتويتر ولا زال مستمر ؟!وكم وكم من مرشح لم تعطى سيرته السيئة أي مانع أمام تكليفه ؟!!
٦) التوظيف السريع والتأخر في الفصل : و هذا الخطأ يرتكبه بعض القيادات الصحية عندما يتضح أن المرشح الذي تم تكليفه غير جيد في فترة قصيرة، فيصعب على المدير تغييره خجلاً من أن يؤخذ عليه سوء اختياره، فيبقى السيء طويلا في منصبه ليداري المدير فضيحته !!
٧) تضمين ثقافة الشركة ضمن معايير التوظيف: و للأسف لا معايير فعلية للتكليف ليتم تضمين ثقافة وزارة الصحة فيها قبل تكليف الأشخاص .
ختاماً الكثير من الأخطاء لا يراعيها المسؤول عند الاختيار، ويستمر في الخطأ الأكبر و هو تكليف الشخص والتدخل في إدارته وعمله وكأنه وضع حجر شطرنج و ليس مديراً فعلياً، فإما أن تضع من تجده كفؤ كي يدير و تعطيه كافة الصلاحيات اللازمة، وإما أن تترك مكانك فمن لا يثق بالآخرين ليس جديراً بالثقة .
محمد السنان – جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية وتطوير الخدمات الصحية
@5rbshatsinan*