إعداد وتطوير القيادات الإدارية
من المهتمين وأهل الاختصاص من تمنى وجود مركز أو معهد يسهم في بناء القيادات الإدارية على خلفية حاجة المرحلة، ومن الإنصاف الإشارة هنا إلى الدكتور عبدالعزيز الخضيري – وزير الإعلام السابق – الذي تطرق إلى هذا الأمر قبل حوالي ثلاث سنوات في صحيفة “الاقتصادية” حيث يكتب مقالا أسبوعيا سوف يقرأ القارئ فيما يقرأ من مقالاته عن الكثير الموزون على الدراية والخبرة في المجال التنموي بشقيه الإنساني والمكاني، النافذة الفكرية التي ينحاز إلى فتحها الكاتب الخضيري في معظم الأحايين بهدوء يبعث على التأمل المحفز على التفكير وأحيانا بسخونة تدفع إلى دخول المسارات البحثية.
يقول الخضيري تحت عنوان – معهد بناء القيادات الإدارية: “كلما تقدمت الدول وتم بناؤها البناء المؤسسي السليم كان أمر الاهتمام بالقيادات وبنائها وتدريبها وتأهيلها أمرا في غاية الأهمية حتى تضمن تلك الدول استمرار نظامها البنائي في جانبيه المؤسسي والمكاني، وفي الدول النامية كما تسميها أدبيات التنمية تكون الحاجة إلى روح وقدرة وعلم القائد الإداري أمرا في غاية الأهمية حتى لا تفقد المؤسسات قدرتها على تطوير ذاتها واستدامة ذلك التطوير… ومفهوم القائد هنا هو القادر على قيادة سفينة إدارته من خلال فهمه الواعي للأنظمة والعلاقات الاجتماعية وبيئة العمل ومعرفة قدرات وإمكانات فريق العمل معه، بحيث يستثمر قدراتها ويوجهها نحو تقديم
أفضل ما لديها دون تداخل في اختصاصاتها، وهو ما يسميه علماء الإدارة: القدرات الذهنية والفكرية للقائد الإداري الناجح”.
اليوم، وقد صدرت موافقة مجلس الوزراء على إنشاء “مركز إعداد وتطوير القيادات الإدارية” مع إسناد كافة شؤونه لمعهد الإدارة العامة، يتطلع الجميع بحكم خبرة معهد الإدارة وسمعته الحسنة إلى إعطاء هذا القرار السيادي حقه من الاهتمام والتعامل معه بموضوعية في اختيار الكفاءات المؤهلة لدخول مراحل الإعداد أو التطوير، ومع هذا العدالة في توزيع الفرص على الجهات وبين المناطق، تقديري أن معهد الإدارة يمتلك تجربة ثرية ولديه كوادر تجمع بين التأهيل والالتزام.
ختاما، إعداد القيادات الإدارية يشكل أهمية بالغة، مثله مثل تطويرها في سبيل تفكيك التحديات الإدارية للرقي بالمستوى المهني وتوجيه الجهود نحو تجويد الخدمات واحتواء التكلفة، أيضا السيطرة على مداخل عسف الأنظمة.
باختصار.. القرار في محله وتحقيق الهدف سيتعدى خدمة مرحلة التحول الوطني إلى تعزيز الرؤية الوطنية في مجال التنمية الإدارية كما يبدو لي. وبكم يتجدد اللقاء.