بقلم / محمد السنان 

الصادره من صحيفة البث الالكترونيه

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

 

لا يغيب عن المسؤولين الآن في كآفة القطاعات الحكومية مدى أهمية الإعلام والتجاوب معه بشفافية واضحة، وتوجهات حكومتنا الرشيدة في التواصل و إظهار الصورة الواقعية للمواطنين، وهذا ما تجلى في الظهور الإعلامي لولي ولي العهد متحدثا عن رؤية المملكة2030 وما تحمله من تطلعات لقيادة النهضة التنموية في المملكة بما يتناسب و مكانتها القيادية، فكان التجاوب مع الإعلام إحدى مكونات النهضة التنموية إذ أيقن ولاة الأمر أن الرؤية و الأهداف لا تتحقق إذا لم تعلن و تكون واضحة لدى المواطن وهو أحد الأعمدة الهامة لتحقيقها، فكان لزاماً على بقية أجهزة الدولة أن تحذو حذو القيادة الحكيمة في مبدأ الشفافية و التواصل و التفاعل مع القضايا المجتمعية، ونرى هذا الاقتداء لدى متحدث وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، وحضوره المتمكن من المعلومات و طرح الحقائق و طرق تعاطي الوزارة مع المعطيات، وهذا من أهم مقومات حفظ الأمن و الاستقرار و دحض الشائعات التي من شأنها أن تثير زوبعات و الوطن في غنى عنها.
في ظل كل هذه القضايا الصحية و المجتمعية المتعلقة بالصحة، وقضايا أخرى تتعلق بموظفي الصحة ذاتهم لم نجد أي ظهور أو وضوح اعلامي كما تعودناه سابقا في زمن الإدارات السابقة، قضايا كثيرة أشغلت المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي و القنوات التلفزيونية و مجالسهم و شوارعهم، ومع هذا كله لم يتحرك لسان الصحة أو تستثار كي تتكلم ، فخطر بالبال أن الإعلام بالصحة قد مات، و لكن سرعان ما ظهر لنا في التوعية بمرض السكري في مقاطع توعوية و في وسائل التواصل الإجتماعية بشكل جميل و ملفت، و لاقى استحسان البعض من المهتمين بالأمور الصحية والتوعية، فهذا عمل يشكرون عليه ولكن أين إدارة التوعية الصحية من هذا العمل؟!! وهل هناك وضوح في المهام و العمل بين الإدارات و القطاعات في وزارة الصحة ؟!!
وهل قامت إدارة الإعلام بدورها الأساس في توضيح القرارات الصحية التي تصدر من الوزارة، والرد على القضايا المجتمعية المثارة كخريجي الدبلومات الصحية ؟؟ وخريجي الإدارة الصحية و تحسين مستوى المتخصصين ؟؟ أم ماذا يحدث في قضية المناوبات المسائية للمراكز و النقل ؟؟ و ماذا حدث في قضايا حريق المستشفيات و توجهات الوزارة الإصلاحية، و الأهم من هذا كله أين الحديث عن خطط الوزارة التحسينية والتطويرية القادمة (إن كانت موجودة أو واضحة)، عمل كثير لم تقم به الإدارات المعنية و قامت بغير دورها ، فكان تعاملها مع المجتمع كمن قدم لهم الحلوى و نسي الغداء !! فالحلوى التي قدمتموها جميلة جداً ورائعة، ولكنها دون غداء فهكذا تنهكون الجسد بالحلوى دون التغذية السليمة الصحية، فكانت التوعية عن مرض السكر رائعة، و لكن للأسف تحدثتم عن السكر و نسيتم أنكم أصبتمونا بالضغط و السكر و كل الأمراض بصمتكم عن قضايا الموظفين و المجتمع.
و عند الحديث عن التخصصية لدى الوزارة و التخبط أو إن صح التعبير (الخبصة) لخبطت الأوراق، فمثلا قد تجد مختص التوعية الصحية يعمل كمدير عام لمكتب أحد أصحب المعالي، فيما يمارس التوعية الصحية مهندس !! و قد نرى مختص بالإعلام يعمل في التخطيط والموارد البشرية !! ونجد الإعلام يقوم بالتوعية والتوعية تقوم بالتخطيط، وقد ينشغل وكيل بعمل آخر، فتجد أحد الوكلاء مشغولاً بإلغاء الدورات لأحد المساكين بدلاً من عمله بمتابعة أداء المستشفيات و هي مهمته الأساس!! وقد نجد الكثير والكثير من الخبص و العجن غير الواضح، وكل هذا يكون نتيجةً لعدم فهم البعض بما أوكل لهم من مهام و إدارات، بالإضافة لعدم المهنية والتخصصيةالتي جعلت أغلبهم يحاول الوصول على أكتاف الآخرين دون مراعاة للمهام التخصصية، بالإضافه إلى قيادات للأسف قبلت بهذه التنافسية في غير محلها، فأصبح أي أحد يقوم بتخصص أي أحد، فكيف سنطمئن على صحة المواطن في وسط هذا التخبط، فمن المخجل عندما تكون بعض القيادات غير ملمة بمهام الإدارات في أروقة الوزارة مما يخلق تكرار في العمل و هدر في الموارد.
معالي وزير الصحة سلمك الله، شكرا لكم على ما نشر بخصوص المتسوق السري!! وأذكر معاليكم كما ذكرت من قبلكم، هذه وزارة الصحة وليست التجارة، فكان الأحرى أن يكون المراجع أو المريض السري، فالتسمية لأي موضوع أو مشروع لها تأثير على المقدم للخدمةو مستقبلها، فعندما نسميه المتسوق السري فأنت تبرمج عقول الموظفين بأن صحتنا تجارة و سوق !! ولذلك نجد عمل الوزارة أصبح كسوق (أبو ريالين) كل تاجر يبيع كل شي في سبيل الربح، عذرا أقصد كل إدارة تعمل أي شيء في سبيل الثناء والوصول للرضا من أجل الحفاظ على كرسي!! و صحة الإنسان لم تكن تجارة يوما، فأعتقد و الله أعلم أنه قد خانك التعبير معاليك !! وليس بخطأ فكل إنسان معرض للخطأ ولكن أشجعهم من اعتذر و تراجع عن خطأه، و أنا أبدأ قبل وزارة الصحة ووزيرها بالإعتذار لقيادات وزارة الصحة السابقين خلال عامين انتقدتهم فيها، فلم أكن أعلم بصدق الحكمة الشعبية حتى عشناها (خلك على مجنونك …. )، فلا نرى ضمن أروقتها معالي الوزير ممن احتبيتم خيراً إلا ما رحم ربي.

محمد السنان
كاتب مهتم بتطوير الخدمات الصحية

@5rbshatsinan