بقلم/ عواجي النعمي

الصادره من صحيفة الوطن

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

تناولت الصحف الإلكترونية عام 2016 خبرا مفاده أن رسالة دكتوراه أعدها مبتعث سعودي بجامعة أسترالية أوضحت أن شهادات الاعتماد للمستشفيات لم تؤدّ إلى تحسين خدماتها، وقال الدكتور المصعبي صاحب الرسالة (إن نتائج الدراسة تمت على استبيان شمل عددا من مستشفيات المملكة، وأضاف أن الاعتماد ساعد المستشفيات في عملية التوثيق، وأن عملية الاعتماد تتمحور بشكل كبير على الجانب الورقي أكثر منه على الجانب الإكلينيكي. كما أن الوضع في بعض المنشآت الصحية قد تدهور عما كان عليه قبل الاعتماد!!). ورغم الاتفاق أو الاختلاف مع نتائج الرسالة إلا أننا يجب أن نعترف بأن المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية والمعروف باسم (سباهي) ومع نسخته الجديدة قد تطور بشكل كبير جدا في عملية التوثيق الورقي والإكلينيكي، وأصبح يعتمد عليه كمرجع لقياس مدى التزام المنشآت الصحية بمنهجية سلامة المرضى. اهتم «سباهي» بالملف الطبي والتوثيق الآمن للأدوية والإجراءات العلاجية ووضع حواجز كبيرة تمنع حدوث الخطأ في إعطاء الدواء والإجراء الطبي. واهتم بمكافحة العدوى بشكل كبير، وركز على كفاءة الطاقم الطبي الذي يقدم الخدمة وضرورة حصولهم على المؤهل المناسب والتدريب الكافي، كما اهتم بسلامة المنشأة الصحية وسلامة المرضى والعاملين فيها من حوادث الحريق ومواجهة جميع أنواع الكوارث المحتملة. وبإشراك المريض في كل إجراء تشخيصي أو علاجي وركز على حقوق وواجبات المرضى وضرورة تثقيفهم وتعليمهم. ومع هذه النسخة الجديدة من «سباهي» فإن عدم تطور الخدمة بالمنشأة الصحية يعود إلى عدم التزام القيادة بتلك المنشأة بتطبيق معايير «سباهي».
كذلك علينا ألا نغفل أن الحصول على اعتماد «سباهي» يتطلب وقوف الوزارة المعنية مع منشآتها الصحية، فمشاريع الغرف سالبة الضغط في طوارئ المستشفيات لمحاربة أمراض «كورونا» وشبيهاتها، والالتزام بوجود غرف لخلط المحاليل وسلامة الأدوية وتجهيز نظام متكامل لمكافحة الحرائق، يتطلب الملايين من الريالات التي لن تستطيع المستشفيات أو المناطق تحمل نفقاتها.
إن «سباهي» بحلته الجديدة يوفر بيئة آمنة لسلامة المرضى، ويخفض نسب الأخطاء الطبية بتركيزه على التواصل الفاعل بين أفراد الفريق الطبي لاسيما إذا عرفنا أن 70 % من الأخطاء الطبية هي بسبب التواصل غير الفاعل.
إن النظام الصحي كي يستطيع تجاوز كثير من مشاكله، فعليه تبني معايير «سباهي» كمنهجية لقياس أداء المؤسسات الصحية وإنتاجية الأفراد. بل يجب ربط جميع الحوافز والمكافآت بتطبيق المعايير التي تعنى بسلامة المريض والمنشأة، وليس بالحصول على شهادة شكر أو درع تكريم. «سباهي» حاليا يركز على مراجعة مؤشرات الأداء للأقسام الطبية والأفراد ومراجعة معلومات تلك المؤشرات من واقع الملفات والرجوع للمرضى، وهكذا فهو لا يكتفي بوجود المؤشرات، ولكن يتأكد من مصداقيتها وفاعليتها، بالإضافة إلى اهتمامه بإلمام من يتولى القيادة في المنشأة الصحية وأقسامها بالحصول على الخبرات الأساسية في استخدام معايير الجودة للتحسين والتطوير. وأخيرا فعلينا أن نجعل جميع مبادراتنا الصحية كمبادرات «سباهي»، فالمبادرات الصحية الحالية لم أستطع ومعي آلاف العاملين في المجال الصحي معرفة كيف ستؤدي إلى تجويد الخدمة الصحية.