الرعاية الصحية الأولية.. النقل والتحول
بقلم/ مانع اليامي
مجلة الجودة الصحية_دينا المحضار
يجري هذه الأيام وفي إطار برنامج التحول الوطني 2020 نقل إدارة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية بجنوب وغرب الرياض للتجمع الصحي الأول، وعندي أن التجمع الصحي الأول ممثلا في إدارته التنفيذية بقيادة الدكتور صالح التميمي وفريق العمل قد تعامل مع المدى الزمني بانتباه بغية وضع حجر أساس التحول المؤسسي في الوقت المقبول.
لا أناقش الموضوع هنا من باب عدم تغطية مشروع النقل لكامل جغرافيا المراكز الصحية بالعاصمة، ففي الميدان من هم أولى بتقدير الأمور ومعايرتها على الإمكانات المتاحة. ربما تتكاثر الأسئلة الجماهيرية حول الانتقاء وللتجمع أن يجهز نفسه بموضوعية لإيصال تفاصيل خطة مراحل النقل إلى المستفيدين من الخدمات وغيرهم من المهتمين بشؤون صحة المجتمع تفاديا للتحرش بالجهود.
عموما مسايرة الاستنتاجات تؤكد أن فكرة وضع المراكز الصحية الأولية نقطة انطلاق للتحول المؤسسي فكرة ذكية أساسها سعة اطلاع ودراية مهنية، فالأمر هنا يتعلق بخط الدفاع الصحي الأول، وحول هذه النقطة تحديدا سأعود إلى ما ذكرته في هذه المساحة بداية عام 2014، ومن خلاصته أن قطاع الرعاية الصحية الأولية على مستوى العالم قد اضطلع بمسؤولية القيام بأدوار مهمة في مجال حماية الصحة وتعزيزها ورعايتها في هيئة خدمة صحية ثلاثية الأبعاد (عضوية، نفسية، اجتماعية)، ومن هنا تظهر قيمة طب الأسرة والمجتمع، وضرورة تقوية عوده في المراكز الصحية في كل مكان.
وفي السياق أكرر الإشارة إلى أهمية بدء التحول من بوابة مراكز الرعاية باعتبارها المدخل الرئيس لأي نظام صحي، غير أنه من المهم إلى حد بعيد، أعني على المستوى المحلي، تأمل هجر الناس للمراكز والذهاب لطوارئ المستشفيات أو العيادات كتذكرة عبور إلى العيادات التخصصية، مما ولد الضغط على المستشفيات، وخلص إلى مد قوائم الانتظار – القضية التي أشغلت الناس والوزارة في الوقت نفسه.
خلاصة القول تكمن في وجوب إعادة الثقة في المراكز الصحية، وهذا لا يمكن أن يحصل بالقول مهما تسامى تفاؤله معزولا عن العمل البين أبدا. الثقة تبنى على التجربة، أي تجربة المريض في الحساب النهائي.
ختاما، آن الأوان للنهوض بالرعاية الصحية الأولية شكلا ومضمونا، لتوسيع مدى الرعاية المبنية على جودة الخدمة وثقة المستفيد، وإلى ذلك احتوى التكاليف. وبكم يتجدد اللقاء.