الصحة وتعزيز الصحة.. أين الشركاء؟
هناك توافق دولي عام على أهمية تعزيز الصحة، يشهد على ذلك ميثاق أوتاوا، أول مؤتمر عالمي حول تعزيز الصحة، عقد عام 1986 في كندا، عموما تعزيز الصحة بحسب منظمة الصحة العالمية يعني باختصار أن يتمكن الناس من زيادة السيطرة على صحتهم وتحسينها بالوقاية والعلاج متى لزم الأمر، ولهذه الأخيرة أساس مهم، وهو صحة التشخيص وصحة وصف الدواء.
على أي حال، لسان حال الواقع يقول إن غالبية المجتمع يربط كل ما يتعلق بالصحة بوزارة الصحة بشكل مطلق، وفي ظني أن إشكالية التفريق بين الصحة وتعزيز الصحة حالة قائمة يتقابل حولها شريحة من المجتمع وبعض العاملين في المجال الصحي.
المهم إذا كان المجتمع يتكئ على وزارة الصحة، والصوت في المقابل يرتفع عن المسؤولية المجتمعية الذاتية في الحفاظ على الصحة؛ فإن السؤال أيضا يرتفع على شركاء الصحة في تعزيز الصحة، فللمرض أسباب وللصحة جذور.
وإذا كان هناك توافق عالمي على أهمية تعزيز الصحة، في المقابل الإجماع الدولي قائم على كون الصحة لا تعني الخلو من الأمراض، بل هي حالة من التمام والكمال البدني والنفسي والروحي، ولتحقيق ذلك تبرز أهم متطلبات تمام الحالة الصحية في الأمن والسكن المناسب، إلى جنب التعليم والوظيفة من الدخل الجيد إلى الأمن الوظيفي، وإلى ذلك البيئة الصحية والغذاء السليم والطرق الآمنة ومشاريع الترفيه، وهذه المتطلبات إن كانت فعليا خارج حدود مسؤوليات وزارة الصحة فإنها في الأصل تشكل أبرز عناصر جودة الحياة.
ما أرغب الوصول إليه باختصار هو أن لا تتحمل وزارة الصحة مسؤولية تعزيز الصحة، وتحصر المسألة في برامج تثقيفية أو توعوية موسمية وتتحمل كل العبء، فتحريك شركاء الوزارة في تعزيز الصحة ضرورة مرحلة، والمكاشفة أولوية، والثابت أنه لا سعادة دون صحة، ولا جودة حياة بلا سعادة. وفي الختام، جودة حياة المجتمع السعودي هدف الدولة، مما يفرض تعاون الجميع وتكامل الجهود.أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.