هل نجحت (الصحة) في احتواء كوفيد 19؟
بقلم/ عبدالغني الشيخ
مجلة الجودة الصحية _ دينا المحضار
برنارد شو قال: “المتفائلون صنعوا الطائرات، وحلقوا في الفضاء، بيد أن المتشائمين صنعوا المظلات لإنقاذ ركاب هذه الطائرات”.
إن أفضل المنشآت العامة في العالم، وأشهرها تطبيقًا لمعايير OHSMS) إدارة الصحة والسلامة المهنية) تتعرض لهجمات الميكروبات الهوائية Airborn حتى داخل وسائل النقل، والمنازل احتمال للإصابة بأوبئة الجراثيم.. لكن الفرق بين المنشآت النظيفة والموبوءة هو الالتزام بالاشتراطات الصحية والسلامة المهنية.. “فالموت لا يستأذن أحدًا”..
كما أن حجم الإصابات وانتشار الأوبئة يعكسان أداء الجهات المسؤولة؛ فالبلديات ثم الصحة ووزارة التجارة تبذل منذ بداية الأزمة جهودًا استثنائية؛ فنأمل استمرارها بكامل طاقتها حتى بعد رفع الحظر..
لدينا نموذج حي، مثال للالتزام.. هو الطيران المدني الذي لم يتوقف عن رش مقصورات الرحلات الدولية منذ ظهور حمى الوادي المتصدع عام 2000 تقريبًا.. فعلينا ألا نسترخي ثم نلعن الظلام. أيضًا لا نحمل ونراهن على الوعي الاجتماعي كليًّا.. فالحكومة أقرت حزمة قوانين جديدة مكلفة جدًّا في سبيل الإنسان بالرغم من الجائحة الاقتصادية الرهيبة stagflation. كذلك طرحت الدولة سلسلة من الخيارات للعمل والتعليم عن بُعد.. كلها تعزز الصحة العامة..
فأتوقع مع اكتمال توفير الاشتراطات الصحة المهنية بالمرافق العامة والمنشآت الحيوية أن يكون البلد مهيَّأ ـ بإذن الله ـ لرفع الحظر الجزئي تدريجيًّا، ثم عودة الحياة الطبيعية في أقرب وقت.. فالتعايش مع التهديدات واقع لا مفر منه ولو بعد حين.. إذن، لنعمل سوية من أجل تحصين بلادنا.
لقد اتضح عند الجائحات أنه ليس للعالم مرجعية benchmark ؛ لذا فقد انكفأت كل دولة تضمد جراحها بنفسها..!
مكافيلي قال في كتاب الأمير: “أهواء الشعوب متقلبة.. فإذا كان من السهل استمالة الناس لدين فمن الصعب إبقاؤهم عليه؛ لذا لا بد من الاستعداد لوقت يندثر فيه الإيمان عند الناس؛ لتجبرهم عليه بالقوة”.
سنكون بخير.. فكلنا مسؤول. تقبل الله طاعتكم.