تداخل اﻷدوار بين الخدمة الاجتماعية الطبية وحقوق وعلاقات المرضى
الصادرة من صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
بقلم عبدالرحمن حسن جان
الجودة الصحية-اعداد: دينا المحضار
استحدثت وزارة الصحة السعودية مشكورة ادارة حقوق وعلاقات المرضى وافتتحت لها اقساما في المستشفيات ، وقد يتضح هدفها الاسمى من خلال شعارها الذي اعطى المريض الاولوية قبل أي شيء آخر فالمريض أولاً ، كما جاء في الشعار، ومن الاهداف السامية لهذه الادارة القوية في أدوارها ومهامها الوظيفية كما جاء في كلمة مشرفها العام على الإدارة العامة لبرنامج حقوق وعلاقات المرضى د.عبدالعزيز بن عبدالمحسن الدخيّل ، أن الادارة انشئت للاهتمام بالمرضى وهمومهم وحل جميع مشكلاتهم لتكون حلقة الوصل بين المريض ومقدم الخدمة لتحقيق أعلى مستويات الرضا للمرضى وذويهم في وزارة الصحة والمنشآت الصحية التابعة لها، لذا تم وضع استراتيجيات بشكل منهجي وعلمي لدراسة الشكاوى والملاحظات والاقتراحات المقدمة من المرضى وذويهم ووضع آليات محددة لقياس رضا المرضى وذويهم عن الخدمات المقدمة لهم ومن ثم تحليلها والاستفادة من النتائج لوضع توصيات لتطوير الأداء في المنشآت الصحية.
وقد كانت في السابق – قبل انشاء ادارة حقوق وعلاقات المرضى – تقوم أقسام الخدمة الاجتماعية الطبية بمهام وأدوار تلك الادارة وبعد انشائها سحبت بعض من المهام الوظيفية المنوطة بالخدمة الاجتماعية الطبية وإسنادها كمهام وظيفية ﻹدارة حقوق وعلاقات المرضى إضافة إلى مهامها اﻷخرى ، وفي تصوري أن الوزارة قد احسنت صنعاً فيما فعلت حيث كانت الخدمة الاجتماعية سابقا تتحمل أعباء عديدة على عاتقها حيث كانت تقوم بمهمتين رئيسيتين المهمة الاولى علاجية والمهمة الاخرى ادارية لذلك انشئت ادارة حقوق وعلاقات المرضى ليتفرغ الاخصائيون الاجتماعيون العاملون في أقسام الخدمة الاجتماعية الطبية للمهام العلاجية والتركيز فيها .
ولكن ظهرت بعد ذلك على السطح مشكلات بين الخدمة الاجتماعية وحقوق وعلاقات المرضى تتمثل في الازدواجية وعدم الوضوح والتداخل في الادوار رغم أن اﻷدوار واضحة ومحددة لكليهما من الوزارة ولكن اعتقد أن تلك المشكلة كانت نتيجة عدم وضوح اﻷدوار لدى بعض العاملين في كلا القسمين وأيضاً لدى بعض ادارات المستشفيات وقد ساهم في تفاقم المشكلة انتقال وتعيين الاخصائيين الاجتماعيين في ادارة حقوق وعلاقات المرضى رغم أنه ليس من شروط العمل في تلك الادارة أن يكون اخصائيا اجتماعيا بل المطلوب أن يكون ادارياً .
وفي تصوري أنه يمكن القضاء على ذلك التداخل في الادوار باختصار موجز كالتالي :
١– يقوم اﻷخصائي الاجتماعي بإجراء دراسة الحالة والتقييم الاجتماعي النفسي الإكلينيكي والتدخل العلاجي للقضاء على المشكلات الاجتماعية والنفسية سواء على المستوى الفردي أو اﻷسري أوالبيئة الخارجية المحيطة به او المرتبطة بالمرض بمعنى أخر التركيز على الجانب العلاجي . بالاضافة إلى المهام الاخرى المنوطة به .
٢– يقوم موظف حقوق وعلاقات المرضى بتلقي شكاوى المرضى عن الخدمات المقدمة بالمستشفى والقائمين بالخدمة ودراسة تلك الشكاوى وايجاد الحلول لها . بالاضافة إلى المهام الاخرى المنوطة به .
٣– نماذج العمل الخاصة بالاخصائي الاجتماعي كنموذج التقييم الاجتماعي النفسي مثلا ونماذج العمل الخاصة بموظف حقوق وعلاقات المرضى كنموذج استطلاع آراء المرضى حول الخدمة المقدمة لهم او نموذج الشكاوى مثلا حيث تبين وتحدد تلك النماذج عمل كل منهما والفرق بينهما كما ان اﻷسئلة المكونة للنماذج تختلف عن بعضها البعض فمثلا يوجد في نموذج الاخصائي الاجتماعي اسئلة تتناول الجوانب العلاجية كالسؤال عن الحالة النفسية للمريض والمشكلات الاجتماعية سواء المرتبطة بالمرض او غير مرتبطة والمشكلات الاسرية والتعليمية ومشكلات العمل . وبالتالي يقوم الاخصائي الاجتماعي بالتدخل العلاجي بناء على محتوى هذا النموذج ، وايضا الحديث ينسحب على موظف حقوق وعلاقات المرضى فمثلا يوجد في نموذجه اسئلة تتناول الخدمات المقدمة لهم والتي منها الخدمة المقدمة من الفريق العلاجي ، وبالتالي يعمل الموظف على الشكاوى المقدمة له.
إذن كل مسؤول عن نماذجه ويحاسب على تقصيره تجاهها فقط وبذلك نستطيع التفريق بين مهام وأدوار قسم الخدمة الاجتماعية الطبية وبين مهام وأدوار ادارة حقوق وعلاقات المرضى .