تحدي الأخطاء الطبية في المنظمات الصحية
بقلم/ مبارك ماجد ال شريدة
مجلة الجودة الصحية – دينا المحضار
يعود مفهوم الحفاظ على سلامة وحياة المرضى وسلامة الأعضاء من الأخطاء الطبية إلى الحضارات القديمة حيث حدد حمورابي عقوبات عند حدوث ضرر للمريض من قبل الطبيب المعالج وفي الحضارة الإغريقية يشترط قسم ابقراط للأطباء الذي يقوم على مبدأ عدم التسبب بالضرر للمريض ولازال هذا التقليد إلى هذا اليوم.
اما في العصر العباسي الإسلامي فقد كان يمنع الأطباء من الممارسة الطبية إلا بعد تجاوزهم تقييم من كبير الأطباء لتجنب الخطاء الطبي ومنع الدخلاء على مهنة الطب لتحقيق أمن وسلامة المرضى.
وفي العصر الحديث يظل هاجس أمن وسلامة المرضى والمستفيدين من الخدمات الصحية تحدياً كبيراً في النظم الصحية في العالم ورغم التقدم الطبي الكبير في النظام الصحي الأمريكي إلا أنه يموت من 44 الف – 98 الف سنوياً بسبب الأخطاء الطبية وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن قلقها على سلامة المرضى في العالم وبينت أن واحد من كل عشرة يقع عليه خطأ طبي وهو ما يعادل 10%.
ويعرف الخطأ الطبي بأنه عدم قيام الطببب بالالتزمات الخاصة التي تفرضها عليه مهنته.
وتشير إحصائيات 2020 لوزارة الصحة السعودية إلى أنه صدر من الهيئات الشرعية التي تتولى التحقيق والحُكم في وفيات بعض المرضى نتيجة أخطاء طبية 771 قرار منها 188 قرار إدانة بحق ممارسين صحيين في المملكة العربية السعودية .
ونتيجة لحتمية الخطأ البشري أنشئت المنظمات اقسام الجودة وسلامة المرضى اعترافا منها بأهمية هذا الخطر من الأخطاء الطبية وأسبابها وفق نظرية العامل البشري في المنضمات الصحية ذات الموثوقية العالية.
ومن أهم الأعمال والأنشطة التي يقدمها مكتب ضابط سلامة المرضى في المستشفيات والمنظمات الصحية وتؤكد عليها المعايير الدولية للاعتماد المنشآت الصحية عدة أمور منها التحقق من هوية المريض و الوقاية من الأخطاء الدوائية و منع سقوط المرضى و مكافحة العدوى المكتسبة في المنشآت الصحية.
والتأكيد على الالتزام بغسيل الأيدي و تحسين إجراءات تغيير الورديات وتبادل استلام وتسليم المرضى و الوقاية من الخطأ في الإجراءات النافذة التي تخترق الجلد مثل الإبر والقساطر وفق البراهين.
والوقاية من الأخطاء الجراحية مثل نسيان الآلات وضمان سلامة المرضى في أقسام الطوارئ.
وأن يكون هناك سياسة واضحة بالأوامر الشفهية والوقاية من قرح الفراش.
– باحث متخصص بالرعاية الصحية