بقلم/د. حسن الخضيري

الصادرة من صحيفة سبق

مجلة الجودة الصحية – دينا المحضار

يشتكي الكثير من المرضى من عجلة بعض الأطباء وإقفال النقاش بسرعة، ويرى البعض أن هذا النقاش في الغالب يكون من جانب واحد؛ وذلك لأسباب عدة ربما لا تقنع المرضى وذويهم؛ فمن وجهة نظر الأطباء يُعد اكتظاظ العيادات بالمرضى، وضيق الوقت، وربما بعض الحالات المرضية؛ أهم العوامل التي تجعل من وقت النقاش مع المريض أقصر وربما تكفي بضع دقائق.

كشفت دراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية، أن متوسط مدة الاستشارة الطبية في الهند دقيقتان لكل مريض! هذا الرقم منخفض جدًّا مقارنة بـ20 دقيقة لكل مريض في الولايات المتحدة، وأعلى قليلًا مقارنة بمتوسط 48 ثانية لكل مريض في بنغلاديش؛ فيما تُقدر استشارة الرعاية الأولية بأقل من خمس دقائق لنصف سكان العالم حسب الدراسة.

نلحظ كثيرًا تجمّع الكثير من المرضى في غرفة انتظار العيادة الخارجية بأعداد كبيرة صباحًا ومساءً، وقد تحتاج بعض الحالات لما يقارب 30 دقيقة؛ فهل ينجح الطبيب في تقييم الحالة الفعلية للمريض أمامه في غضون دقائق قليلة؟ والأهم من ذلك: لماذا يلجأ الأطباء إلى السرعة؟

قد يكون من ضمن حقوق المريض أن يحصل على وقت كافٍ لنقاش حالته المرضية في العيادة، قد تُقَدّره بعض المؤسسات الصحية بثلاثين دقيقة مثلًا؛ لكن مع وجود التقنية وسرعة توثيق لقاءات المرضى، وسهولة استخدام السجلات الصحية الإلكترونية؛ قد يُمضي الطبيب أقل من ذلك مع المريض.

على الجانب الآخر يرى بعض الأطباء أن الأوقات الممنوحة في العيادات لا تزال غير كافية للتعرف على المريض وتاريخه الطبي، وبالتالي أخطاء في التشخيص وضعف التواصل خاصة إذا كانت الزيارة الأولى للمريض، وقد تفادت بعض المؤسسات الصحية مثل تلك المشاكل بمنح المراجع للمرة الأولى وقتًا أطول لتمكين الطبيب من التعرف عليه ونقاش مشكلته المرضية بشكل أفضل.

إقامة العلاقة مع المريض يجب أن تقوم قبل التركيز على ما جلب المريض للعيادة، ضبط النغمة للتعامل مع مخاوف المريض الأساسية، وقضاء وقت معقول للتفاعل مع المريض، وقبل المغادرة سؤال المريض عما إذا كان هناك أي شيء آخر يحتاج إلى مناقشته.

وتكمن أهمية إقامة العلاقة مع المريض في أنها قد تؤدي إلى تحسين الحالة الطبية والوظيفية والعاطفية للمرضى، وامتثال المريض بشكل أفضل للعلاج الطبي، إضافة إلى تعزيز رضى المريض تجاه خدمات الرعاية الصحية، وتقليل المخاطر لسوء السلوك الطبي، وكل هذا وغيره يتطلب مزيدًا من الوقت.

لتحقيق الجودة المطلوبة، وإرضاء الجميع (المريض والمسؤول والفريق الصحي)، وتحقيق شعار “المريض أولًا”؛ يجب إيجاد حل للمعادلة الصعبة المتمثلة في تزايد عدد المرضى والنقص الحاد في عدد الأطباء وثبات الوقت، وقبل هذا وبعده ثبات الراتب الذي لا يتأثر بالزيادة في عدد أو نوعية المرضى أو حتى ساعات العمل).

ختامًا

من نلوم.. الطبيب؟ أم النظام الصحي؟ أم المريض الذي للأسف يَعتبر حالته أمرًا مفروغًا منه وينتظر لأيام أو أسابيع قبل استشارة الطبيب؟ وما رأيك في مقدار الوقت الذي يقضيه الأطباء مع المرضى في المستشفى؟ هل يكفي أم ينبغي عليهم قضاء المزيد من الوقت؟