بقلم/ د. احمد سعيد خليل 

الصادرة من صحيفة المدينة

مجلة الجودة الصحية – دينا المحضار

من أنواع الإدارة الشائع في المنظمات الإدارية، ما يُسمَّى الإدارة بالمال، وهذا النوع من الإدارة يعتمد على التركيز الكبير عن طريق تقديم الأموال كمكافآت وحوافز إضافية، لتكون هي المحفز الوحيد للموظفين، ويكون هذا النوع معتمداً على أن المنجز من الموظفين يحصل على المكافأة أو الترقية، والعكس صحيح، وبهذا النمط الإداري يكون ارتباط أداء الموظفين على قدر المال الذي يُقدَّم لهم من الإدارة، وهذا سوف ينعكس على تحقيق النتائج والأهداف للمنظمة.

صحيح أن المكافأة المالية هي من أكبر المحفزات للموظف، إلا أنها ليست هي فقط مَن يحتاجها الموظف خلال بيئة العمل داخل المنظمة، أو خلال مسيرة العمل بشكلٍ عام، لأن المحفزات الأخرى؛ مثل المحفزات المعنوية والتقديرية، وشهادات الإنجاز والشكر، هي بمثابة بيئات جاذبة؛ لها من المكانة الكبيرة لدى معظم العاملين، وتؤدي دورها بفاعلية لفريق العمل مهما اختلفت المناصب، والمهام الإدارية لهم.
ومن صور هذا النوع من الإدارة، أن يكون أسلوب العمل يعتمد على كمية المال الممنوح من الإدارة للموظفين، وتجد أن نمط العمل السائد يسير بنهجٍ واحد؛ معتمداً على المال فقط، ومقدار الإنتاجية والفاعلية للموظفين يعتمد على المال المُقدَّم من الإدارة فقط، وتصبح بيئة العمل بيئة مادية بحتة، وتكون النتائج مرتبطة بوجود المال ووفرته لدى المنظمة، أما تقييم الموظفين في الغالب، يكون غير مطابق للواقع أمام الأداء الفعلي للموظفين، وقد تخفق الإدارة عن تحقيق الأهداف الإستراتيجية، وكذلك الأهداف المرحلية في حال ضعفت الموارد المالية لديها، أو عبر أي أزمات قد تواجهها.

وعن الظواهر التي قد تنشأ جراء هذا النمط الإداري، أن يُصبح المال هو المقياس في التعامل بين الموظفين ومع الإدارة بشكل عام، ويكون أداء العمل والمهام من قبل الموظفين مقترناً بالحوافز المالية فقط، وقد نرى غياب التقدم الوظيفي أمام المال الممنوح للموظف، وكذلك غياب التقييم الحقيقي للموظفين، وترتبط معظم القرارات الإدارية بكمية المال المتوفر أو الممنوح، وهذا ينعكس على أداء العمل بشكلٍ واضح وكبير، لأن العمل دائماً سيكون معتمداً على القدرة المالية للمنظمة، وبالتالي نجد ضعف أو حتى انعدام صقل الخبرات الإدارية، وعدم وجود صفوف ثانية في المستويات الإدارية، وتكثر ظاهرة الاستغناء عن الموظفين بغض النظر عن فاعليتهم وأدائهم.

الإدارة بالمال، كيف يتعامل معها الموظف المتواجد فيها؟!.

عليه أولاً القيام بالمهام الوظيفية المطلوبة منه حسب الوصف الوظيفي إن وجد، محاولاً الاستفادة من هذا النمط الإداري مادياً، وأخيراً عليه الصبر أو الرحيل للبحث عن فرص عمل أفضل، لعدم ضمان الاستمرارية داخل هذه المنظمات.

(الإدارة بالمال سلاح ذو حدين، ممكن أن تُحقِّق أهدافاً وتنجح، وهذا احتمال قد يُؤثِّر على الاستمرارية، وإما أن تخفق وتنتهي سريعاً، وهذا هو الاحتمال الأكبر. وحقيقةً، التوازن في الحوافز الإدارية مطلب للنجاح الدائم).