تفاح أخضر وفيتامين سي
[tabs type=”horizontal”][tabs_head][tab_title]مقتطفة[/tab_title][/tabs_head][tab][author ]شعاع الراشد[/author]الصادرة من صحيفة الرياض اليومية
الجودة الصحية-اعداد : دينا المحضار [/tab][/tabs]
أقبلت مبتهجة، وقالت فيما يشبه نبرة الإنجاز “أبشرك.. بت أضيف التفاح الأخضر للسلطة“
تساءلت مداعبة: “تفاح فقط”؟؟
اعترضت كعادتها الطفولية وأخذت أفكارها تتسابق مع كلماتها في جدال عفوي وهي تجيب في جملة واحدة “لا ليس تفاحاً فقط بل خس وخيار وفلفل وبقدونس ونعناع وطماطم وبصل اخضر وذرة وزيتون وجبنة وزبيب وبعض المكسرات الخفيفة وأي شيء أخر يليق خاصة من الأوراق الخضراء مع الصلصة المناسبة“.
فاجأتني التفاصيل فضحكت وقلت لها وقد بدا الموضوع مسليا ” مفيد هاه؟“
قالت “بل لذيذ” ثم أردفت وكأنها على يقين من توافق أذواقنا “إنك لا تدرين كم هومهم أن يتناول الإنسان كل ما يمكنه من خضروات وفاكهة“
قلت “بلى أدري وليس هناك مقال غذائي أو موضوع صحي أو علمي أو برنامج توعوي لا يتطرق إلى ملحمة الخمس حصص اليومية على الأقل وفوائدها“.
اعتدنا النصيحة ومع ذلك فقد شغلتني القريبة بوصفة سلطتها المتطورة ثم تشجعت ذات يوم وصنعت مثلها في بيتنا ونجحت التجربة إن لم يكن بسبب الطعم فقد يكون بسبب التغير والناس في هذا العصر باتوا يشكون ويهجون روتين الأطعمة اليومية خاصة الأبناء رغم هطول ثقافات الدنيا الغذائية في مطابخنا وأفكارنا وبيوتنا وموائدنا غير أن قليلاً منهم يتناول السلطات من أي نوع فنبقى مع إعادة تذكيرهم بوجوب الاعتماد على الغذاء الصحي كمصدر للفيتامينات بلا جدوى.
ثم قرأت عن نتائج بحث جديد عن إضافات فيتامين سي بمقادير كبيرة في النظام الغذائي وعلاقته في خفض مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض البول السكري ففي دراسة بمعهد التمثيل الغذائي في مستشفى أدنبرة في كمبردج بإنجلترا شملت رجالا ونساء في منتصف العمر وفي المراحل العمرية الأكبر وجد الباحثون أن الأشخاص الذين كان لديهم أعلى مستويات من فيتامين “سي” في دمائهم كانوا اقل احتمالا للإصابة بالسكري على مدى 12عاما مقارنة مع الذين كان لديهم اقل المستويات. علما بأن الفواكه والخضروات هي المصدر الرئيسي لفيتامين “سي” في الوجبات الغربية والشرقية أيضا وان مستويات عالية من فيتامين سي في الدم هي مؤشرات جيدة لمقادير الفواكه والخضروات المتناولة.
وكتب الباحثون في دورية “سجلات الطب الباطني” قائلين إن النتائج الحالية تعيد تأييد الرسالة الصحية العامة للأثر المفيد لزيادة المقدار الإجمالي للفواكه والخضروات في الوجبات اليومية علما بأن الدراسة أخضعت 21831رجلا وامرأة من الأصحاء للبحث تراوحت أعمارهم بين 40و 75عاما وأكدت بيانات المتابعة العلمية بأن احتمالات الإصابة بمرض البول السكري قلت لدى 63% ممن كان لديهم اعلى مستويات من فيتامين سي مقارنة بالآخرين الذين كان لديهم مستوى اقل مع استبعاد العوامل الاخرى المرتبطة بمخاطر الإصابة.
إلى هنا ونحن نتحدث عن سبل الوقاية وأهمية المعرفة غير أن الوصول إلى مستوى الخطورة صحياً جراء انتشار بعض السلوكيات الغذائية الخاطئة في المجتمع السعودي وما يترتب عليها من مخاطر صحية وأمراض منتشرة وفقا لاستشاري أمراض الباطنة والكلى في مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام بجدة د. عدنان الألفي (جريدة عكاظ) فهو نتيجة الاعتماد على الوجبات السريعة بما تحتويه من مواد ضارة كالدهون والزيوت وخلافه والإفراط الشديد في تناول البروتينات الحيوانية والتهافت على استخدام الخلطات العشبية غير المصرح بها من وزارة الصحة والأخطر هو مكسبات اللون والطعم الموجودة على كثير مما يتناوله أطفالنا لذا فإن عدد مرضى الفشل الكلوي في ازدياد والإحصائيات تذكر بأن هناك أكثر من 9000مريض يخضع للغسيل الكلوي (الديلزة) في المملكة فيما الذين يعانون من أمراض الكلى ولم يصلوا بعد إلى مرحلة الفشل النهائي يصل عددهم إلى عشرات الآلاف ما يجعلنا نتوقف أمام الظاهرة التي يشير الأطباء إلى أن أهم العوامل التي تؤدي للإصابة بالفشل الكلوي هي أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وكما نرى شفى الله الجميع بأن تلك الحالات تتعلق بنمط الحياة ونوعية الغذاء وتشبه تأثير الفعل ورد الفعل ومن وضع إلى آخر فلا اقل من أن توجه الحملات الإعلامية من اجل الحديث الموثق علميا عن الطعام وعلاقته بالصحة العامة وقائيا وان شاء الله علاجيا عما قريب أيضا وربما علينا عندها أن نفكر بالعودة إلى أسلوب طعامنا الأصح دون إضافات أو تصنيع.