الرافعة القاتلة بين شماعة القدر وتجاهل الخطر!
بسم لله الرحمن الرحيم
لا نختلف أن ما حصل من سقوط الرافعة على قاصدين بيت لله الحرام في مكة ، كان فاجعة كبيرة وعظيمة
كما لا نختلف على مبدأ الإيمان بقضاء الله وقدره ، وأن العاصفة التي هبت على مكة كانت قوية جداً لدرجة يصعب على الشخص أن يحافظ على توازن وقوفه !
لكن .. أين الأخذ بالأسباب ؟أين احتياطات الأمن والسلامة مع مثل هذه الرافعات ؟ أين القادة المدربين على مبادئ إدارة الكوراث ؟
أم أننا نحاول دائما التهرب تحت شماعة القضاء والقدر لنتناسى أهمية الأخذ بالأسباب؟
نعم نحن مؤمنين بقضاء الله وقدره وعزاءنا الوحيد أنهم استشهدوا في أطهر بقعة بأرضه ..
لكن في مبادئ الإدارة ، يقال أن القيادي الجيد هوا الذي يكون دوماً مٌتنبئ للحدث وليس متحرك للحدث !
إي أنه من المفترض أن يكون مٌتوقع حصول سقوط ، انهيار ، تحرك لمثل هذه الروافع الضخمة في ظل إي تقلبات جوية !
لكن ما حصل ، كنا فقط متحركين للحدث ، سقطت الرافعة ، نقلنا الموتى ، عالجنا الجرحى و لاننكر أن تلك جهود جيدة وسريعة تجاه الحدث
ولكن في علم القيادة وإدارة الكوارث هذه أفشل طريقة , أن نتعامل مع الحدث وقت حدوثه دون أدنى تنبؤ من البداية بمخاطره وعواقبه !
ما حصل قد حصل ،ونرجو أن يٌحاسب أي متسبب أو متهاون أو متناسي في ذلك ، ولابد الآن الحراك الفوري للتعامل مع هذه الرافعات من ناحية أمنها وسلامتها قبل أن تسقط ثانية وثالثة وعاشرة ! كما أنه لابد من عمل خطة للتعامل مع التقلبات الجوية المفاجئة وخاصة في ساحات الحرم، كأن تُخلى جميع الساحات وتقفل الطرق المؤدية للحرم في حال ساءت الأحوال الجوية بشكل يخرج عن سيطرة الإنسان ، على الأقل ذلك أفضل من أن نرى الدماء قد غطت الساحات والأرواح قد تصاعدت للسماء ليس سهلاً أبداً أن نودع بهذه الفاجعة الشهداء !
كما أنه من المهم أن ننوه على أن مبادرة خادم الحرمين الشرفين و مستشار خادم الحرمين الشرفين إلى موقع الحدث وفتح تحقيق بالواقعة لها الأثر الكبير والعظيم في قلوب الجميع
و تعاون ومبادرة أبناء مكة للمسارعة بالتبرع بالدم في مختلف المستشفيات التي أعلنت حاجتها ، كانت لفتة عظيمة تشعرك أن في بلادنا الوجع واحد والجرح واحد والألم واحد مهما أختلفت الجنسيات ، الأعمار، الأشكال، أو حتى الأفكار !
أخيراً ..الحادي عشر من سبتمبر كان يوم حزين على أهل مكة خاصة وعلى الأمة العربية عامة.
و لا يسعنا القول إلا اللهم أرحم شهداء بيتك الحرام ، وأدخلهم فردوسك الأعلى وصبر قلوب ذويهم على فاجعة موتهم ، ومرارة فقدهم.
إنا لله وإنا إليه لراجعون ..
[author image=”http://www.princess3.com/files/images/58174.jpg” ]أُمنية يحيى نتّو
من مقالات الكاتبة :
المثلية بين الإعلام والإسلام
ابثرتونا ..
وباء التكنولوجيا وحزم السعودية
” مرارة الفقد”
[/author]
ماشاء الله مقال رائع بمعنى الكلمه لانه شامل لكل الاحداث
بارك الله فيكي واسعدك