السجل الطبي الإلكتروني للمريض
[tabs type=”horizontal”][tabs_head][tab_title]مقتطفة[/tab_title][/tabs_head][tab][author image=”http://aawsat.com/sites/default/files/styles/opinion_inner/public/107-sandokji_0.gif?itok=whXVDlGq” ] د. حسن محمد صندقجي
طبيب وباحث سعودي في المجال الصحي
[/author]الصادره من الشرق الاوسط
الجودة الصحية – اعداد : دينا المحضار[/tab][/tabs]
تظل السجلات الطبية الإلكترونية الميزة الأهم والأفضل للتطورات في عالم السجلات الطبية، والتي تمكن كل الأطباء في أي مستشفى أينما كانوا وفي أي لحظة شاءوا من الوصول إلى كافة المعلومات المتعلقة بصحة كل المرضى بسهولة. ومن أكبر تحديات هذا التطور الطبي متابعة كميات هائلة من المعلومات الطبية المتعلقة بالمرضى وحمايتها من أي خروقات أو انتهاكات.
وكان الباحثون الطبيون من جامعة ستانفورد ومؤسسة كايزر بيرميننت في كاليفورنيا قد عرضوا أخيرا نتائج دراستهم حالات انتهاكات الخروق غير المصرح بها Unauthorized Breaches للملفات الطبية بالولايات المتحدة. ووفق ما تم نشره ضمن عدد 15 أبريل (نيسان) لمجلة الرابطة الأميركية الطبية Journal of the American Medical Association، أفاد الباحثون في نتائج دراستهم أن ثمة أكثر من 29 مليون حالة من الخروقات في أمن البيانات السجلات الطبية تصل إلى حد سوء الاستخدام الإجرامي المحتمل، وأن غالبية الخروقات هذه وقعت بسبب سرقة أجهزة الكومبيوتر أو الأقراص المدمجة غير المشفرة التي تحتوي معلومات حساسة ضمن السجل الطبي للمرضى. وأضافوا أن السجلات الطبية الإلكترونية عُرضة بشكل متزايد للقرصنة. وقالوا إن تلك النوعية من الخروقات التي تنطوي على القرصنة، تضاعفت تقريبا في السنوات القليلة الماضية، وارتفعت إلى 8.7% في عام 2013 مقارنة مع 4.7% في عام 2010.
وقال الدكتور فينسنت ليو، الباحث الرئيس في الدراسة والباحث في قسم البحوث بمؤسسة كايزر بيرميننت: «من المهم أن نلاحظ أنه في البيانات التي تم تقييمها خلال الدراسة، شكلت القرصنة أو حوادث تقنية المعلومات فقط نحو واحد في كل عشرة خروقات للبيانات»، وأنه «رغم القرصنة تستقطب الكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة، فإن السبب الأكثر شيوعا لانتهاكات خروق السجلات الطبية هو السرقة البسيطة لمعلومات السجل الطبي الورقي أو الإلكتروني غير المؤمنة بالشكل الصحيح، ومع هذا فإن القرصنة تُؤدي إلى إمكانية تعريض عدد كبير من السجلات الطبية للانتهاكات مقارنة بغيرها».
وذكر الدكتور ديفيد بلومنتال، رئيس صندوق كومنولث، في مقالته التعريفة بالدراسة ضمن عدد المجلة الطبية المذكورة، قائلا: «من المرجح أن غالبية الانتهاكات الإجرامية هي لجمع معلومات لانتحال الهوية أو للاحتيال على التأمين الطبي». ووفق ما ذكره موقع المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة في معرض التعريف بهذه الدراسة، فإن حالات القرصنة تثير مخاوف على سلامة السجلات الطبية الإلكترونية، وإن عددا من شركات التأمين تم مهاجمتها من قبل الهاكرز في بدايات هذا العام، في حوادث منفصلة، مما عرض أكثر من 90 مليون سجل طبي للانتهاكات الإجرامية.
ووفق ما ذكرته المركز الأميركية للرعاية الصحية والخدمات الطبية فإن المزيد من المؤسسات الطبية يتوجه إلى تخزين معلومات السجلات الطبية في السجلات الطبية الإلكترونية Electronic Health Records كاستجابة لـ«برنامج الحوافز الاتحادية للسجلات الطبية الإلكترونية»، وبلغ عددها في فبراير (شباط) هذا العام أكثر من 528 ألف مستشفى ومنشأة مُقدمة للرعاية الصحية بالولايات المتحدة. ولذا علق الدكتور بلومنتال قائلا: «ولكن للأسف، فإن ارتفاع استخدام الملفات الطبية الإلكترونية يُعرض المزيد من المعلومات الطبية والصحية الشخصية لما تتعرض له من وقت طويل صناعات وخدمات أخرى، وأن المعلومات الطبية عن المرضى في وضعها الحالي تكون في وضع يُشبه ما كانت عليه بطاقات الائتمان البنكية والحسابات البنكية قبل وقت طويل»، في إشارة منه إلى تطور وسائل الحماية لها في السنوات الأخيرة.
إن السجلات الطبية الإلكترونية هي الأفضل للعناية بالمرضى، لأن الطبيب ومجموعات أخرى من الأطباء وفي أماكن مختلفة من المستشفى يصلون بسهولة للمعلومات كلها المتعلقة بالمريض، لا تلك فقط التي يتضمنها الملف المحدود القدرة على احتواء جزء زمني من معلومات المريض التي تستمر في كثير من الحالات لعشرات السنوات، وهي من الممكن جدا حمايتها. كما أنها تُمكن عددا من الأطباء في أماكن مختلفة من المستشفى من إضافة تقاريرهم عن تقيمهم للمريض، وهو ما لا يُمكن بسهولة في السجلات الورقية.