التنسيق الصحي يبدأ من الوزارة
[tabs type=”horizontal”][tabs_head][tab_title]مقتطفة[/tab_title][/tabs_head][tab][author image=”http://www.al-jazirah.com/2015/20150222/1964.jpg” ]د. محمد عبد الله الخازم[/author]
صحيفة الرياض اليوميه الصادره من مؤسسة اليمامه الصحفيه
الجودة الصحية-اعداد : دينا المحضار[/tab][/tabs]
القطاع الصحي يعاني في حالات كثيرة من ضعف التنسيق بين القطاعات الحكومية المعنية بتقديم الخدمات الصحية، رغم وجود مجلس الخدمات الصحية الذي يفترض أن يلعب دوراً أكبر في التنسيق والتكامل بين القطاعات الصحية بالذات الحكومية منها. معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة عمل بالمستشفى الجامعي ثم انتقل للمستشفى التخصصي ومركز الأبحاث ومن بعدها انتقل للشؤون الصحية بالحرس الوطني قبل أن يصبح وزيراً للصحة وهذا يعني ضمناً بأن علاقاته ومعرفته بغالبية القطاعات الصحية متميزة. ليس ذلك فقط، بل إن معاليه صرح في أكثر من لقاء بإيمانه بضروة التنسيق والتعاون والتكامل بين مختلف القطاعات الصحية وهذا يجعلنا ننتظر منه تحقيق الكثير في هذا الشأن.
موضوع التنسيق والتكامل ظل هاجساً لأكثر من مسؤول صحي لكنه لم يصل للحد المنشود، بل إن مشكلة وزارة الصحة تتجاوز مجرد التنسيق مع القطاعات الصحية الأخرى إلى أنها غير قادرة في بعض الحالات على خلق تنسيق وتكامل بين مستشفياتها ومراكزها الصحية التابعة لها، أي وزارة الصحة. وحتى أوضح الصورة سأخذ الرياض مثالاً لأجد بأن مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الملك خالد للعيون ومجمع الملك سعود (الشميسي) ومستشفى الأمير سلمان ومستشفى اليمامة وغيرها من المستشفيات و المراكز الصحية المتخصصة والأولية التابعة لوزارة الصحة لم تستطع أن تشكل نظاماً صحياً تكاملياً، فهناك عدد من مجالس الإدارات لتلك المستشفيات وبعضها يتبع مديرية الشؤون الصحية بالرياض وبعضها يدار مباشرة عن طريق الوزارة ووكلائها وللمريض ملف بكل مستشفى منها والتحويل فيما بينها للمرضى لايتم بسلاسة ووفق تنظيم واضح وسلالمها الوظيفية مختلفة وغير ذلك من الاختلافات.
لست أحمل معالي وزير الصحة وهو حديث عهد بالوزارة مسؤولية الماضي، لكنني أطالبه بأن يبدأ من وزارة الصحة ولتكن الرياض النموذج الذي ينطلق منه ليحيل الأمنيات والمطالبات بالتنسيق والتكامل والتعاون وغيرها من المفاهيم الوردية إلى واقع ملموس يحتذى به. لايمكن أن نواصل الشكوى من عدم تعاون بعض القطاعات الصحية ونحن لسنا قادرين على ترتيب البيت الداخلي للصحة. لايمكن أن نتحدث عن ربط مستشفيات المملكة إلكترونياً ونحن غير قادرين على ربط أربع أو خمسة مراكز تابعة لقطاع واحد بينها مئات الأمتار فقط. لايمكن أن نتحدث عن منح صلاحيات وثقة للمناطق ونحن نربط المستشفيات ذات البرامج التشغيليلة الغنية ( مثال: مدينة الفهد الطبية وتخصصي الدمام والملك خالد للعيون) بوزارة الصحة والأخريات بالمديرية الصحية. لايمكن أن نتحدث عن تكامل والمريض الذي لايجد علاجاً في مستشفى اليمامة لايستطيع الانتقال إلى مدينة الملك فهد بشكل ألي ومرن…
نريد تطبيقاً لمفهوم التكامل يمكن أن يحتذى به في القطاع الصحي، فهل تكون الرياض منطلق التطبيق لهذا المفهوم؟