الصادرة من جريدة الشرق الاوسط

مجلة الجودة الصحية 

 

المدرسة الأميركية حسمت المشكلة وسلسلة مراكز علاج طبقتها ونجحت

جدة: «الشرق الأوسط»
مع اهمية علم ادارة المستشفيات، تزايدت حدة الجدل بين الاطباء والاداريين في احقية وجدارة اي فريق منهما بتولي مهام ادارة المستشفيات. وواكب اتساع نطاق العمل في المستشفيات تطور مستمر في ادارة المستشفيات، وتزايد في عدد الافراد ونوعيات المهن المطلوبة للعمل فيها، اضافة الى ارتفاع حجم الانفاق اللازم لانشاء مستشفى وادارته.
وذكرت دراسة حول الادارة في المستشفيات اعدتها غرفة تجارة وصناعة جدة، ان اساليب ادارة المستشفيات تختلف جذريا عن النشاط الطبي، الذي اعتبرته الدراسة اسلوبا فنيا له اطار علمي يتقيد به الطبيب. واكدت ان نجاح الطبيب مهنيا ليس شرطا ولا ضمانا كافيا لنجاحه مديرا، في اشارة الى اختلاف المهارات والقدرات. ونتيجة لذلك ـ وفقا للدراسة ـ يتعرض الطبيب المدير لنقد قد يكون حادا في اسلوب ادارته للمستشفى وتضمنت الدراسة رأيا يرى ان «الاطباء المديرين» ـ يركزون اهتمامهم على الجانب الفني دون الاقتصادي، وانهم عندما يواجهون بالحقائق والارقام ينادون باستقلال مهنة الطب، وهو الامر الذي يؤدي احيانا الى تعرض المنشآت الطبية الخاصة الى الخسارة.

وهنا يقول اداري في احد مستشفيات جدة: «ان نجاح الشخص في ممارسة مهنتين مختلفتين امر صعب فاما ان يكون الطبيب طبيبا، او يكون اداريا. ويرد مدير مستشفى بالقول: «اذا كان مدير المستشفى طبيبا، فانه سيكون اكثر قدرة على ترتيب الاولويات لان الفني يستطيع تقدير اي الاجهزة او الادوية يحتاجها المستشفى اولا، كما انه اكثر قدرة على متابعة النواحي المهنية».

لكن الدكتور محمد امين المدير التنفيذي وكبير اطباء سلسلة مراكز العلاج الطبية، يؤكد ان علم الادارة الطبية الحديث حسم هذا الجدل بمنهج علمي وعملي، مستشهدا هنا بتجربة الولايات المتحدة التي عانت كثيرا من هذا الجانب خلال الاعوام الماضية، عبر توجيه الاطباء المهنيين الى معاهد وكليات لتلقي فنون الادارة نظريا، ثم الانتقال الى تلقي فنون الادارة بالممارسة، وبما مكنها اخيرا من تجاوز هذا الجدل. ونجح هذا الاسلوب، والحديث للدكتور محمد امين، في تقليص الفارق في تقدير كفاءة سوء ادارة المستشفيات من 40 الى 15 في المائة. مشيرا الى ان مراكز العلاج الطبية، وهي عضو في اتحاد المستشفيات الاميركية، طبقت هذا النهج منذ عام 1997، وحققت قفزات في نوعية الخدمة والمداخيل ويعد الدكتور محمد امين، وهو عضو الكلية الاميركية الطبية، من مؤيدي ادارة الاطباء للمستشفيات بعد تلقيهم فنون الادارة، مؤكدا ان المستشفى جهاز فني في الدرجة الاولى يلتقي فيه المهنيون لاداء وظائفهم، لدلك فان الطبيب هو العمود الفقري للمستشفى والمسؤول الاول عن اتخاذ اخطر قراراته. ويقول ايضا، ان ادارة المستشفيات تعد من اصعب واعقد الادارات الحديثة، فهي مطالبة بايجاد توازن بين الموارد المالية وكفاءة الخدمة، ووضع بروتوكولات للتشخيص والعلاج.