تأخُّر المواعيد في العيادات الخارجية
بقلم / أيمن بدر كريم
الصادره من صحيفة المدينه
مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار
تزداد الضغوطات الـمُسيئة على الأطباء، وتتناولهم أقلام غير واعية بـحقيقة ما يحدث في البيئة الصحية الـمريضة، وبخاصة في العيادات الخارجية للمستشفيات الحكومية والتخصصية، مع معاناتهم في صمت من إهانات إدارية وإساءات مهْنية في جو غاية في الكآبة والاستفزاز. وهنا أقتبس من تغريدات الزميل الدكتور علاء مفتـي:
* عدد العيادات لكل طبيب تُحدده إدارته الطبية دون استشارته، أما عدد المرضى فمفتوح، مع العلم أن فترة العيادة لا تتجاوز 4 ساعات، فمثلا، يستقبل استشاري واحد 25-35 مريضًا مُجدولا في العيادة الواحدة، وآخر – كما في تخصص العظام – 50 مريضًا في العيادة الواحدة!! فضلا عن مرضى إضافيين يطلب منهم الطبيب أن يراجعوه حرصًا عليهم، علماً أن الوقت المستغرق لفحص كل مريض يتراوح بين 20 إلى 50 دقيقة (كما في تخصص العيون)، ناهيك عن ركام الأوراق المطلوب تعبئتها للتحاليل والأشعات وتـمديد صلاحية ملف الـمريض وتـحويله لتخصصات مـختلفة، فيضطر الطبيب غالبًا لاختصار أوقات الراحة والصلاة والغداء في عيادته نفسها.
* عدد الـمراجعين يفوق إمكانات المنشآت الطبية الـمتوفرة، وهذا خلل إداري كبير في المنظومة الصحية، لذلك عمدت بعض الإدارات الطبية للتضحية بـجودة الخدمة الطبية مقابل احتواء العدد الأكبر من المرضى تجنبًا للشكاوى، وفي الوقت نفسه، تتوعّد الطبيب بعقوبات الخطأ الطبي وتحذره من تجاوز الوقت الـمحدد لانتهاء عيادته!!.
* يعمل كثير من الأطباء الحكوميين في العيادة الخارجية في بيئة مضادة لأي إبداع مهني، تعجُّ بإساءات يصل بعضها للإهانة الشخصية من بعض الكوادر الإدارية والمرضى أو ذويهم، وتهميش متطلباتهم المهنية التي يضمنون معها الحد الأدنى للعمل بسلام وإتقان، كأجواء صاخبة تضج بالأصوات العالية كما في مطار مزدحم، وانخفاض مستويات طواقم التمريض وانشغالهم عنهم بأمور تقنية وورقية، فضلا عن ترك المرضى وذويهم يتجولون في الممرات دون إرشاد ولا مساعدة، ليفتحوا أبواب العيادات دون استئذان، في تشتيت لانتباه الطبيب واقتحام لخصوصية المرضى.
* أقترح على من يود تناول قضية تأخر مواعيد وسوء خدمة العيادات الخارجية، أن يتفضل بقضاء يوم بصحبة طبيب في عيادته الحكومية للاطلاع على حقيقة المعاناة للطبيب والمريض معًا، أو التوجه مباشرة للمسؤولين الإداريين وإحراجهم، بعيدًا عن محاولة تجريم الطبيب أو اتهامه في أخلاقه ومهنيته، فمعظم الأطباء يجاهدون وسط تدهور إداري معـيب دون تطلّعهم لشكر أحد، لكن دون إساءة أو مزايدة إضافية منه أو من قنوات الإعلام والتواصل الاجتماعي.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain