أين المستشفى؟!!
بقلم/ محمد السنان
الصادره من صحيفة بث الالكترونية
مجلة الجودة الصحية _ دينا المحضار
مع اتساع المساحة الجغرافيا للمملكة العربية السعودية وضرورة تغطيتها بالخدمات الصحية، كان لزاماً على وزارة الصحة أن تقوم بالتخطيط لتغطية جميع أنحاء هذه المملكة مهما صغرت الكثافة السكانية لمنطقة أو مدينة أو حتى قرية من القرى، وتختلف الخدمات في كونها مستشفيات أو مراكز صحية أو مدن ومجمعات طبية حسب الحاجة لكل منطقة، وهناك الكثير من الدراسات التي توضح مدى الحاجة لعدد من الأسرة العلاجية مقابل عدد السكان للمنطقة، وكذلك عدد مراكز الرعاية الأولية، فمن حق أي مواطن في كل شبر من هذا الوطن أن يحظى بنفس الفرص لنيل الخدمات الصحية الأفضل.
للأسف لم يكن التخطيط في وزارة الصحة ولا حتى التنفيذ بالشكل اللازم لتغطية المملكة بالخدمات الصحية كما يجب، فكانت أمام الوزارة معوقات عديدة أعاقت نجاح هذا الهدف، أولها المشاريع التي ظلت حبيسة الأوراق و لم ترى على أرض الواقع إلى الآن، ومنها على سبيل المثال مستشفى اعتمدت بجدة شرق طريق الحرمين، ومستشفى غرب الدمام أيضاً الذي تم اعتماده، ومستشفى في جزيرة تاروت بالمنطقة الشرقية، ومدينة الملك خالد الطبية بالمنطقة الشرقية أيضاً، كل هذه مشاريع و غيرها تم اعتمادها من المقام السامي منذ سنوات مضت ورصدت لها الميزانيات ولكنها لا زالت حبر على ورق، وكل ما يمكن أن يقوله أهالي هذه المناطق لوزارة الصحة .. أين المستشفى ؟!!
العائق الثاني وهو المشاريع المتعثرة والتي مضى على محاولة انشائها أو تشغيلها أكثر من المطلوب، ومنها مستشفى شرق جدة المكتمل الانشاء و التجهيز منذ أكثر من عامين ولكن لم يعمل بالشكل المطلوب، ومستشفى الأمراض الوراثية بالشرقية و الذي استغرق أكثر من عشرة سنوات و لا زال في مرحلته الأخيرة !!
ومستشفى الولادة و الأطفال بشمال جدة الذي لم يكتمل إلى الآن!! ومستشفى الولادة و الأطفال بالقطيف و بطء التنفيذ للمبنى!! كل هذه المشاريع المتعثرة و غيرها تمثل الآف الأسرة التي من شأنها إعادة التوازن لمناطق المملكة وتوفير السرير للمرضى والتي هي أحد أهم مشكلات الصحة حاليا.
العائق الثالث وهو المشاريع التي لا تعمل بالشكل المطلوب، وأقصد بذلك المستشفيات التي أنشئت لتغطية محافظة أو مدينة معينة، ولكنها للأسف لا تقدم الخدمة المطلوبة، منها على سبيل المثال مستشفى رأس التنورة بالمنطقة الشرقية ذو الخمسون سرير، ومستشفى صفوى ذو الخمسون سرير، وكلاهما لا يحتويان على التخصصات الجراحية أو التخصصات اللازمة لعمل العمليات الجراحية أو الولادة، و ينحصر عملهما على كونهما أشبه بمراكز صحية كبرى تحيل الحالات للمستشفيات الأخرى كمستشفى الدمام المركزي و مستشفى القطيف المركزي والذي لا زالت بعض أجزائها مغلقة للصيانة!! و مثال آخر مجمع الملك عبدالله الطبي بجدة الذي يحول أبسط الحالات إلى المستشفيات الأخرى !! و يحول عمليات القسطرة و القلب أيضاً لمستشفى الملك فهد بجدة، وجراحات العظام و الأعصاب و أغلب الحالات فماذا يستطيع أن يعالج ؟!!
العائق الرابع مركزية الوزارة في الإشراف على المشاريع في جميع المناطق بشكل مباشر، وهذا من شأنه أخذ مساحة من الوقت وانخفاض الجودة نتيجة الضغط على الإدارة الرئيسية بالوزارة، والتي لم تثبت نجاحها في ظل المئات من المشاريع المتعثرة، ونظام المنافسات و البيروقراطية في الاجراءات المادية سواء داخل الوزارة أو من جهة وزارة المالية.
إن الحل الوحيد الذي سيساهم في القضاء على أغلب العوائق هو خصخصة الجزء المتعلق بإدارة المشاريع و تنفيذها، وتسليمها لشركات متخصصة وذات خبرة عالية، ذلك من شأنه تحقيق الالتزام بالمعايير العالية و التنفيذ بوقت قياسي لتجنب الشروط الجزائية، والالتزام بالتكلفة المخصصة بناء على العقود المبرمة، وتجنب الهدر المعتاد في القطاعات الحكومية، لست أتحدث هنا عن خصخصة الصحة ككل ولكن خصخصة الأجزاء المتعلقة بالمشاريع و تنفيذها، و أما العوائق المتعلقة بالمستشفيات التي اكتمل انشائها و تجهيزها ولم تعمل فلا بأس بالعودة بالتاريخ للخلف و الاستعانة بمن ساهموا بالإشراف على إنشاء و تشغيل مستشفيات في فترة لا تتجاوز العام، مثل مستشفى منى الطوارئ بمكة، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وغيرها من المشاريع التي أنجزت و شغلت في فترة قياسية.محمد السنان – جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@
للأسف لم يكن التخطيط في وزارة الصحة ولا حتى التنفيذ بالشكل اللازم لتغطية المملكة بالخدمات الصحية كما يجب، فكانت أمام الوزارة معوقات عديدة أعاقت نجاح هذا الهدف، أولها المشاريع التي ظلت حبيسة الأوراق و لم ترى على أرض الواقع إلى الآن، ومنها على سبيل المثال مستشفى اعتمدت بجدة شرق طريق الحرمين، ومستشفى غرب الدمام أيضاً الذي تم اعتماده، ومستشفى في جزيرة تاروت بالمنطقة الشرقية، ومدينة الملك خالد الطبية بالمنطقة الشرقية أيضاً، كل هذه مشاريع و غيرها تم اعتمادها من المقام السامي منذ سنوات مضت ورصدت لها الميزانيات ولكنها لا زالت حبر على ورق، وكل ما يمكن أن يقوله أهالي هذه المناطق لوزارة الصحة .. أين المستشفى ؟!!
العائق الثاني وهو المشاريع المتعثرة والتي مضى على محاولة انشائها أو تشغيلها أكثر من المطلوب، ومنها مستشفى شرق جدة المكتمل الانشاء و التجهيز منذ أكثر من عامين ولكن لم يعمل بالشكل المطلوب، ومستشفى الأمراض الوراثية بالشرقية و الذي استغرق أكثر من عشرة سنوات و لا زال في مرحلته الأخيرة !!
ومستشفى الولادة و الأطفال بشمال جدة الذي لم يكتمل إلى الآن!! ومستشفى الولادة و الأطفال بالقطيف و بطء التنفيذ للمبنى!! كل هذه المشاريع المتعثرة و غيرها تمثل الآف الأسرة التي من شأنها إعادة التوازن لمناطق المملكة وتوفير السرير للمرضى والتي هي أحد أهم مشكلات الصحة حاليا.
العائق الثالث وهو المشاريع التي لا تعمل بالشكل المطلوب، وأقصد بذلك المستشفيات التي أنشئت لتغطية محافظة أو مدينة معينة، ولكنها للأسف لا تقدم الخدمة المطلوبة، منها على سبيل المثال مستشفى رأس التنورة بالمنطقة الشرقية ذو الخمسون سرير، ومستشفى صفوى ذو الخمسون سرير، وكلاهما لا يحتويان على التخصصات الجراحية أو التخصصات اللازمة لعمل العمليات الجراحية أو الولادة، و ينحصر عملهما على كونهما أشبه بمراكز صحية كبرى تحيل الحالات للمستشفيات الأخرى كمستشفى الدمام المركزي و مستشفى القطيف المركزي والذي لا زالت بعض أجزائها مغلقة للصيانة!! و مثال آخر مجمع الملك عبدالله الطبي بجدة الذي يحول أبسط الحالات إلى المستشفيات الأخرى !! و يحول عمليات القسطرة و القلب أيضاً لمستشفى الملك فهد بجدة، وجراحات العظام و الأعصاب و أغلب الحالات فماذا يستطيع أن يعالج ؟!!
العائق الرابع مركزية الوزارة في الإشراف على المشاريع في جميع المناطق بشكل مباشر، وهذا من شأنه أخذ مساحة من الوقت وانخفاض الجودة نتيجة الضغط على الإدارة الرئيسية بالوزارة، والتي لم تثبت نجاحها في ظل المئات من المشاريع المتعثرة، ونظام المنافسات و البيروقراطية في الاجراءات المادية سواء داخل الوزارة أو من جهة وزارة المالية.
إن الحل الوحيد الذي سيساهم في القضاء على أغلب العوائق هو خصخصة الجزء المتعلق بإدارة المشاريع و تنفيذها، وتسليمها لشركات متخصصة وذات خبرة عالية، ذلك من شأنه تحقيق الالتزام بالمعايير العالية و التنفيذ بوقت قياسي لتجنب الشروط الجزائية، والالتزام بالتكلفة المخصصة بناء على العقود المبرمة، وتجنب الهدر المعتاد في القطاعات الحكومية، لست أتحدث هنا عن خصخصة الصحة ككل ولكن خصخصة الأجزاء المتعلقة بالمشاريع و تنفيذها، و أما العوائق المتعلقة بالمستشفيات التي اكتمل انشائها و تجهيزها ولم تعمل فلا بأس بالعودة بالتاريخ للخلف و الاستعانة بمن ساهموا بالإشراف على إنشاء و تشغيل مستشفيات في فترة لا تتجاوز العام، مثل مستشفى منى الطوارئ بمكة، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وغيرها من المشاريع التي أنجزت و شغلت في فترة قياسية.محمد السنان – جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@