المرضى بخير طال عمرك
- 26 مارس 2016
بقلم/ محمد السنان
الصادره من صحيفة بث الالكترونية
مجلة الجودة الصحية _ دينا المحضار
يبحث الكثير من المسؤولين والمهتمين عن أسباب تواضع و تراجع بعض الخدمات الصحية بالمملكة، وتختلف هذه الأسباب في مدى بروزها وتأثيرها على أرض الواقع، من بينها الأنظمة الصحية التي هي بحاجة إلى تحديث وتطوير مستمر لتواكب الزمن الحالي، وأيضاً التوفيق بين اللامركزية و بين توحيد مستوى الخدمة في جميع مناطق ومدن المملكة، و لا ننسى تطبيق وتفعيل برامج الجودة وسلامة المرضى وتحسين تجربة المريض في المنشآت الصحية، ولكن من أهم الأسباب التي تحول دون تقدم الخدمات الصحية هو غياب الحقيقة عن المسؤول، مما يعني نقل صورة مختلفة عن الواقع للمسؤولين وأصحاب الصلاحية تخفي السلبيات وتبرز الايجابيات بما لا يدع أي مبرر لدى المسؤول للسعي خلف تحسين ما يعتبر محسناً بناء على الصورة المنقولة له، ولو بحثنا خلف أسباب هذه المشكلة لدى بعض الموظفين والمدراء والتي تسمى ( المطبلين )، لوجدنا أن الخلل يعود في الأصل إلى المسؤول الذي يمتدح ويبحث عن مدير أو موظف يسمعه دوماً ( كل شيء بخير طال عمرك )، فللأسف أصبح من يظهر مواضع الخلل في نظر البعض متشائم ومثير للمشاكل ويهتم بالجانب المظلم، وأما (المطبل) هو المتفائل والمسير لأمور العمل والباحث عن النور في وسط الظلام.
إن اختيار المدراء والمسؤولين في إدارة ما لابد أن يراعي المصداقية، والاهتمام بتطوير و تحسين العمل لا الاهتمام بالبقاء في كرسي المنصب، فالبعض يظن أنه عندما يظهر أن الأمور كلها بخير، فذلك يعني استمراره في منصبه كونه (مسيطر على الوضع)، ولو قام بإظهار مواضع الخلل والمشكلات فسيتم إعفاءه كونه غير مسيطر على الوضع و ( قلق ).
إذا أردنا أن نتتجاوز هذه المشكلة ونقضي عليها (المطبلون) فلابد من الابتداء من أعلى الهرم أولاً، فالاعتراف بوجود الخلل قوة وذلك عند وضع الحلول أمام المشكلات عوضاً عن إخفائها وإنكار وجودها، ولن يكون هناك مطبلين إن لم يكن هناك من يعشق سماع التطبيل، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الوصول للحقيقة أسهل من قبل، وفي نفس الوقت أصبح تزييف الحقيقة أكثر من قبل، فتسليط الضوء على الزاوية المنيرة في الغرفة الظلماء على أنها كل الغرفة هو تزييف للحقيقة المؤلمة، كما أن التركيز على الزاوية المظلمة في الغرفة المنيرة على أن الغرفة لا نور بها أيضاً ظلم للحقيقة المشرقة، و أكاد أجزم أن خلف تدهور و عدم تطور و تحسين بعض الخدمات الصحية و غير الصحية في المملكة في كل جزء من أجزاءه هناك مطبل أو عدة مطبلين يغنون تلك الأغنية ( كل شيء بخير طال عمرك )، ورسالتي لهم كما يقول الأخوة في مصر ( جتكوا القرف مليتوا البلد ).
إن اختيار المدراء والمسؤولين في إدارة ما لابد أن يراعي المصداقية، والاهتمام بتطوير و تحسين العمل لا الاهتمام بالبقاء في كرسي المنصب، فالبعض يظن أنه عندما يظهر أن الأمور كلها بخير، فذلك يعني استمراره في منصبه كونه (مسيطر على الوضع)، ولو قام بإظهار مواضع الخلل والمشكلات فسيتم إعفاءه كونه غير مسيطر على الوضع و ( قلق ).
إذا أردنا أن نتتجاوز هذه المشكلة ونقضي عليها (المطبلون) فلابد من الابتداء من أعلى الهرم أولاً، فالاعتراف بوجود الخلل قوة وذلك عند وضع الحلول أمام المشكلات عوضاً عن إخفائها وإنكار وجودها، ولن يكون هناك مطبلين إن لم يكن هناك من يعشق سماع التطبيل، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الوصول للحقيقة أسهل من قبل، وفي نفس الوقت أصبح تزييف الحقيقة أكثر من قبل، فتسليط الضوء على الزاوية المنيرة في الغرفة الظلماء على أنها كل الغرفة هو تزييف للحقيقة المؤلمة، كما أن التركيز على الزاوية المظلمة في الغرفة المنيرة على أن الغرفة لا نور بها أيضاً ظلم للحقيقة المشرقة، و أكاد أجزم أن خلف تدهور و عدم تطور و تحسين بعض الخدمات الصحية و غير الصحية في المملكة في كل جزء من أجزاءه هناك مطبل أو عدة مطبلين يغنون تلك الأغنية ( كل شيء بخير طال عمرك )، ورسالتي لهم كما يقول الأخوة في مصر ( جتكوا القرف مليتوا البلد ).
محمد السنان – جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@
