هل تقبل «الصحة» الهدايا ؟!
بقلم / خالد السليمان
الصادره من صحيفة عكاظ
مجلة الجوده الصحية – دينا المحضار
وفقا للملحق الثقافي السعودي في أمريكا الدكتور محمد العيسى فإن ٣٢٦ طبيبا وطبيبة التحقوا ببرامج الزمالات الطبية الأمريكية خلال ٣ أعوام، وأن عدد الأطباء السعوديين الذي يلحتقون بهذه البرامج ارتفع من ١٠ أطباء سنويا عند بدء برنامج الابتعاث ليصل هذا العام إلى ٦٢ طبيبا وطبيبة !
هذا نجاح باهر يحسب للملحقية، ويدركه من يعرفون صعوبة التحاق الأجانب ببرامج الزمالات المرموقة في أمريكا وكندا وشراسة المنافسة للحصول عليها لمحدودية الحصة المخصصة للأجانب، حيث تعتمد معايير صارمة لتحقيق عدالة الفرص وفق كفاءة المتقدم وتميز أبحاثه وإنجازاته، كما أنه يعكس صورة إيجابية للعالم بحقيقة وجوهر الإنسان السعودي!
هذا يعني أن أطباءنا لم يتفوقوا على أنفسهم وحسب، بل نجحوا في التفوق على أطباء من مختلف أنحاء العالم لتحتل المملكة المرتبة الخامسة في حصة الأجانب في برامج الزمالات الأمريكية، وعندما يعود هؤلاء الاستشاريون فإننا لا نستقبل أفرادا بل نستقبل حقولا من المعرفة والكفاءة والخبرة التي تسهم في رفع مستوى الخدمات الطبية!
في المقابل، ينتظر أن تحقق وزارة الصحة الاستفادة القصوى من تلك الهدايا الثمينة التي تتلقاها بفضل برامج الابتعاث والزمالة، لكن الملاحظ للأسف أن تسرب الأطباء من العمل في القطاع الحكومي متزايد بسبب ضعف الحوافز وبيروقراطية الإدارة ، كما أن ضبابية إستراتيجية تطوير القطاع الصحي العام تهدر الكثير من الطاقة التي يمكن أن تسهم في خدمة المرضى وتلبية الحاجة، وهذا يحتاج مقالا آخر !