البشر كلهم خلقوا من نفس واحده خلقت منها زوجها و بث الله في الارض منهما رجالاً كثيراً و نساء و تتعاقب الأيام على البشرية لتأثر فيهم ولتقويهم تارة و تضعفهم تارة كدليل على التغيير المستدام على حال الدنيا و يتجلى ذلك كثيراً في النفوس البشرية و أكبر دليل على ذلك مسميات البشرية المختلفة لا أقصد الأسماء الفردية أنا أقصد صفات الانسان  الواحد و المجتمعي

حيث أن للبشر جميعهم تصنيفات و تنوعيات مختلفة هي (بشر , اوادم , اناس) جمعاً لانسان ، و هذا دليل على ابقاء البشر يتمحورون حول أركان خلقهم و هي البشرية و الآدمية و الإنسانية جعلني ذلك افكر كثيراً لماذا للبشر تصنيفات كثيره ؟

فالأسد مثلاً من الحيوانات و الحجر من الجمادات و ليس هناك لهم تفسير او تصنيف آخر إلا بالتدرج تحت الفصيلة الرئيسيه فلماذا اكون أنا مصنفاً ؟

هنا علمت أن البشر متقلبون بين أركان ثلاثة صُنفت معانيها بالفكر و التصرف و لعل اقلها نبلاً و ادناها منزلتاً هي (البشرية) بالتعبير عن المادية المصنوعه فيهم و هي المادية الجسدية فهم بشر ليسوا حيوانات و لا جمادات و إنما بشر لهم تركيبهم الجسدي و العضوي ليتفكروا في أنفسهم تليها منزلة ارفع منها قليلاً و هي (الآدمية) حيث الإشارة إلى التفكُر في طبيعة الخلق و تذكير لهم بان آدم ابآهم الأعظم و أن منه آتوا و اليه ينتسبوا انتساب الابن لأبيه ، ليتفكروا أن خلقهم كان على خالقهم هيناً ، أما ارفعها منزلة و أصدقها صفة هي (الإنسانية) من النسيان و هنا علمت أيضاً أن النسيان قد يكون محموداً و قد يصحبه في حمده صفات كثيرة اخرى فالإنسان يجب أن ينسى مأسيه حتى يتفكر فيما هو مقبل و الأنسان ينسى اذية العالم له حتى يقبل على اخوانه بنفس رضيه و صفحة بيضاء ، و الانسان ينسى حتى يتقوى على حياته من جديد ، و الانسان ينسى حتى يتذكر الخير فيقدره ممن مسوه بالشر و قابلوه بالضر فالنسيان اذا وضع في منزلة الحق صح عمله و حق امله و تحقق هدفه

فعلمت ان اصل الحق هو النسيان ، و ان اصل التقدير هو النسيان ، و ان اصل الاحترام هو النسيان ، و ان اصل الحب هو النسيان و ان اصل الحياة هو النسيان , و اصل التذكر و الإفتكار هو النسيان , نسيان الشر حتى يبقى الخير هو عالقا في البال و لعل ذلك يفسر تعاليم رسولنا الكريم بان نقابل السيئة بالحسنة و الشر بالخير .

أخبروني كثيراً أن هذا الزمان ليس بزماني ، و أن هذا الوقت ليس بوقتي ، و أن المرء يجب أن يكون أقوى فأقول أنني قويٌ حين اغفر ،حليماً حين أصفح  “عفواً ” حين أسامح،  فالفرصة الثانية دائماً ما تكون مرفوضة و لكن اذا الخالق الآكبر يقول أن الفرص يجب ان تعطى لماذا اخالف ربي و استمع لأقوال بشر ماديون نسوا انهم في الأصل أُناس ؟

علمت أن الحق بيد الله و للوصول إليه لابد من التفكير بنفس الطريقة التي هدانا الله بها المتمثله في قوله { اهدنا الصراط المستقيم }

إن العمل في مجال الصحة يجعل من خافق المرء بسيطاً عاطفياً و نبيلاً فيرق القلب و يحكم العقل مما يعيده لحالته الإنسانية من جديد و لعلنا مختارين لنشر الإنسانية مرة اخرى في العالمين عن طريق مجالنا و ديننا معاً .