همسة نضج ، نحنُ لسنا في صراع مع القدر ..! 
 القدر هو المدرسة التي تُسجّل فيها رغماً عنك منذُ ولادتك ، 

وبطبيعة الحال سَـ تجتاز بعض مواقف الحياة وسَـ تتعثر في بعضها ..

ليست مسألة فوز أو خسارة ؛ لأنك حين تنجح يُكتب في وثيقتك مجتازاً 

 لا منتصراً على المدرسة ! وحين تفشل تُعَدُّ متعثراً لا خاسراً.. 

لذا كُن شفافاً في نظرتك الى حالك الآن ، لا يُهم إن كُنت ناجحاً أو فاشلاً ؛

وحدك تعرف مدى صعوبة الأمر ومدى التنازلات التي قدمتها والتي لازال عليك تقديمها. 

لا يوجد نجاحٌ مطلق ولا فشل مطلق .. لذا لا يُهم ما أنت مُقدمٌ عليه،  

المهم هل هذا حقاً ما تُريد أم أنّك تعبث ؟ 

توقّف عن الجري في مضمار لا ينتهي بكـ إلى ما تُريد .. 

كثيراً ما ننسى أن نسأل أنفسنا إن كنّا نُحب ما نسعى إليه أو أننا نحب الوصول .. 

وأحياناً نكتشف أننا كنّا نحب الجري فقط !!! 

عموماً إن حصرت مغزى كلامي في مجال العمل أو تخصصك الدراسي سأطلب منك أن تعود بذهنك عزيزي القارئ الى نقطة البداية . 

البداية كلها تتمركز فيك انت وتتمحور حول نظرتك لنفسك .. 

النجاح هو أن تُحرز تقدماً على نفسك القديمة وأن ترتقي بها عبر المواقف .. 

لا أن تجعل من الآخرين قوارير بولينج وتحت قواعد ثابتة ترمي بك الحياة ليكون جُلَّ همّك تحطيمها .. 

انتبه .. فالحياة ليست لعبة ذات قوانين ثابتة والآخرين ليسوا أهداف .. ولا حتى أنت كرة بولينج !! 

كُلّ شيءٍ يتغير حتى تضاريس الكرة الأرضية !فـ عجباً لمن يكُن حبيس أفكاره ومعتقداته التي رسّخها منذُ سنين !! 

 فـ إذا نظرت إلى نفسك عن كثب سَـ تجدُ أن 365 يوماً فقط غيّرت فيك الكثير هذا إن لم تغيرك جذرياً !! 

ولأني أؤمن تماماً وعن تجربة شخصية أن الانسان هو أفضل طبيب لنفسه ؛ 

أنصحك بأن تأخذ منك موعداً قريبا لـ سويعات مع أفكارك لتعالج الأعطاب وتطوّر ما صحّ منها وتستأصل التالف ، 

تخلّص من التعصّب وكن عالي المرونة في ترتيب أولوياتك واجعل الله نُصب عينيك .. 

صدقني في هذه المدرسة سَـ تجد من يدّعي الاعتناء بك حتى يُضلّك ومن سَـ يعتني بك حتى يفسدك بدلاله ! 

لكنك حتماً لن تجد من يعتني بك كما لو فعلت أنت .. لذا لا تُوكل هذه المهمّة لأحد سواك ؛ 
اعتنِ بنفسك أيُّها الرائع .. 

اعتنِ بنفسك لأجلك .. ولأجلك فقط !  
نجود الزهراني 

Dr_noonaa@