في مجتمعنا ، اتفّهم وجود بعض حالات الغيرة ، بنوعيها المحمود و اللامحمود ، ولكن مالا استطيع تقبله -ولا يتقبله عاقل- هو وجود الغيرة
التي تدفع بصاحبها الى التعدي وايذاء من هو افضل منه!
ما استطيع تأكيده ان الغيرة اللامحمودة ، بل دعوني اسميها “الحسد” يضر صاحبه عشرات اضعاف المرات من ضرره بالمحسود ، فالأمر يتطلب
منه ان يعيش في صراع دائم مع نفسه و مقارنة انجازاته -ان كان لها وجود- بانجازات المحسود ،وتمني زوال النعمة عنه والسعي بكل جهد لتحقيق ذلك ،
والتفكير ليلاً نهاراً بما رُزق وكيف رُزق ومتى و أين … وغيرها من التساؤلات والأفكار ، بل قد يتطور الأمر ليصل حد الحاق الأذى و التعدي بالضرر على
شخص بريء لم يكن ذنبه سوى ان الله انعم عليه بنعم غابت عن الحاسد .
لم تغب عن نظري حالة عاشها احدهم عندما تمت سرقة (وثيقة تخرجه من الجامعة) من قبل احد اصدقائه ،
بدافع الضغينة التي توّلدت من الحسد النتن ، رغم ان الصديقان يحملان ذات الدرجة العلمية ! ولكن تمني زوال النعمة عن صاحبه اعمى قلبه.
حادثة من آلاف تقع يومياً نتيجة لداء الحسد . الذي اسأل الله ان يمد اصحاب هذا الداء بالشفاء العاجل من
هذا الابتلاء و ان يعيذنا من شر الحاسد اذا حسد.