(ثقافة المكان ( المنظمة))

 

       إدارة الموارد البشرية في المنظمات الصحية هي “الإدارة التي تهتم بمساعدة الآخرين في تحقيق أهدافهم وأهداف المنظمة ”.

     تترك ثقافة المكان مكوناتها المادية و المعنوية بصماتها على المنظمة الصحية و تكسبها سمة شخصية تميزها عن غيرها، كما توفر الإطار الذي يوضح طريقة أداء العمل، و المعايير التي يتم من خلالها ربط الأفراد بهذه المنظمة الصحية و تعمل أيضاً على تحفيزهم لأداء أعمالهم بإتقان و رفع مستوى التزامهم و كذلك مستوى رضاهم، مما يؤدي إلى توحد و تضامن أفراد المنظمة الصحية نحو تحقيق الأهداف؛ و هذا ما يجسد التماسك الاجتماعي بما يحقق الاستقرار و النمو للمنظمة الصحية، فثقافة المكان للمنظمة الصحية تكمن في:

– إنها بمثابة دليل للإدارة و العاملين تشكل لهم نماذج السلوك و العلاقات التي يجب إتباعها و الاسترشاد بها .

– إنها بمثابة الإطار الفكري الذي يوجه أعضاء المنظمة الصحية، وينظم أعمالهم و علاقاتهم و إنجازاتهم.

– بما أن العاملين لا يؤدون أدوارهم بشكل فردي أو كما يريدون و إنما في إطار تنظيمي واحد، لذلك فإن المكان بما تحتويه من قيم و قواعد سلوكية، تحدد لهؤلاء العاملين السلوك الوظيفي المتوقع منهم و تحدد لهم أنماط العلاقات بينهم و بين بعضهم و بينهم و بين الجهات الأخرى التي يتعاملون معها، مثل مستويات الأداء و منهجيتهم في حل المشكلات و التي تحددها ثقافة المنظمة الصحية و تدربهم عليها و تكافؤهم عليها .                                                                                 

-تعتبر ثقافة المكان من الملامح المميزة للمنظمة الصحية، و مصدر فخر و اعتزاز للعاملين بها، خاصة إذا كانت تؤكد قيما معينة مثل الابتكار و التميز و الريادة و التغلب على المنافسين .             

– تعتبر ثقافة المكان عنصراً فعالاً و مؤيداً و مساعداً للمنظمة الصحية على تحقيق أهدافها و طموحاتها و هذا عندما تكون الثقافة مقبولة من طرف غالبية العاملين، و يرتضون بقيمها و أحكامها و قواعدها و يتبعون كل ذلك في سلوكياتهم و علاقاتهم .

– ثقافة المكان تسهل مهمة الإدارة فلا تلجأ إلى الإجراءات الرسمية أو الصارمة لتأكيد السلوك المطلوب .

– تعتبر الثقافة المكان نافعة إذا كانت تؤكد على سلوكيات خلاقة كالتفاني في العمل و خدمة الآخرين، ولكنها قد تصبح ضارة إذا كانت تؤكد على سلوكيات روتينية كالطاعة التامة و الالتزام الحرفي بالرسميات .

– تعتبر ثقافة المكان عاملاً هاماً في استقطاب العاملين الملائمين، فالمنظمات الصحية الرائدة تجذب العاملين الطموحين، و المنظمات  الصحية التي تبني قيم الابتكار و التفوق و تستهوي المبدعين و تكافئ التطوير و التميز،  ينضم إليها العاملون المجتهدون الذين يرتفع لديهم دافع ثبات الذات .

– تعتبر ثقافة المكان عنصراً جذرياً يؤثر على قابلية المنظمة الصحية للتغيير و قدرتها على مواكبة التطورات الجارية من حولها، فكلما كانت قيم المنظمة الصحية مرنة و متطلعة إلى الأفضل كانت المنظمة الصحية أقدر على التغيير و أحرص على الإفادة منه، و على العكس كلما كانت قيم المنظمة تميل إلى الثبات و الحرص و التحفظ قلت قدرة المنظمة الصحية و استعدادها للتطوير.    

 من أهم خصائص ثقافة المنظمة الصحية:

-الانتظام في سلوك و التقييد به :نتيجة التفاعل بين الأفراد فأنهم يستخدمون لغةً و مصطلحات و عبارات

 و طقوسا ً مشتركة ذات علاقة بالسلوك من حيث الاحترام و التصرف .

– المعايير :هناك معايير سلوكية فيما يتعلق بحجم العمل الواجب إنجازه .

– القيم المتحكمة :يوجد قيم أساسية تتبناها المنظمة و يتوقع من كل عضو فيها الالتزام بها. مثل جودة عالية، نسبة متدنية من الغياب، و الانصياع للأنظمة و التعليمات .

– الفلسفة :لكل منظمة صحية سياستها الخاصة في معاملة العاملين و العملاء .

– القواعد :عبارة عن تعليمات تصدر من المنظمة الصحية تختلف في شدتها من منظمة إلى أخرى. و الفرد

 في المنظمة الصحية وفقاً للقواعد المرسومة له.

ووظائف ثقافة المكان للمنظمة الصحية تكمن في:

1- تعطي أفراد المنظمة الصحية هوية تنظيمية : إن مشاركة العاملين نفس المعايير و القيم يمنحهم الشعور بالتوحد، مما يساعد على تطوير الإحساس بغرض مشترك

2- تسهل الالتزام الجماعي : إن الشعور بالهدف المشترك يشجع الالتزام القوي من جانب من يقبلون هذه الثقافة .

3- تعزز استقرار النظام: تشجع ثقافة المكان على التنسيق و التعاون الدائمين بين أعضاء المنظمة الصحية و ذلك من خلال تشجيع الشعور بالهوية المشتركة و الالتزام .

4- تشكل السلوك من خلال مساعدة الأفراد على فهم ما يدور حولهم، فثقافة المنظمة الصحية توفر مصدراً للمعاني المشتركة التي تفسر لماذا تحدث الأشياء نحو ما وتعمل ثقافة المنظمة الصحية بمثابة الترابط الذي يربط أفراد المنظمة الصحية مع بعض، ويساعد على تعزيز السلوك المنسق الثابت للعمل.

     وبهذا نقصد ثقافة المنظمة الصحية عملية بناء وتطوير وتدعيم ثقافة مشتركة للمنظمة  الصحية ملائمة وفعالة بما يساعد على تحقيق الأهداف الفردية والجماعية والتنظيمية.

 

 

مها أوآن نوح فطاني

ماجستير إدارة وتخطيط

أخصائي إداري بمستشفى النور التخصصي

إدارة الموارد البشرية / قسم التوظيف