بعض المواقف والقصص تؤثر فينا لتجعلنا بعد التوكل على الله والرضاء بالقضاء والقدر

نصنع الامل لمن حولنا عندما يكونون بحاجة لنا رغم عجزنا خصوصاً اذا ادركنا ان المشاكل والصعاب لا تصنع شقائنا وإنما مدى احساسنا بها يحدد مقدار شقائنا .

قصتنا حكاها لنا رونالدداهلستن وهاربت ليندسي لكاتب مجهول .

يحكى انه في احد اهم المستشفيات بضواحي هامبورغ الجميله كان يقيم مريضان في غرفةصغيرة بمستشفى كبير ، هذه الغرفة الصغيرة جداً لها نافذة واحده فقط تطل على العالم ، كان المريض الذي بجوار النافذة يسمح له الجلوس على السرير وهو يتألم يومياً لمدة ساعة كل مساءكجزء من علاجه ( لسحب سائل من رئتيه ) ، اما المريض الاخر فكان مستلقي على ظهره منذو سنوات لا يستطيع الحركة ، المريض الذي بجوار النافذه عندما يتم رفعه كل مساء يقضي وقته مٌخفياً المه وناقلاً امله حيث كان يصف مايراه في الخارج من النافذه ، كان يتضح من خلال حديثه ان النافذة تطل على منتزه كبير به بحيرة وملاعب متنوعه واشجار كثيفة وازهار من جميع الانواع ، كان يضحك بصوت عالي عندما يصف طفلاً يقطع خبزاً للبط الذي بالبحيرة وعند لقاءالاصدقاء والتحديات في ما بينهم بالانتصار عند لعب الكوره ، كانت نبرات صوته تتأثر عندماينقل موقف لإبن يسقي والده ماءً ويقبل رأسه احتراماً .كان يستنشق بصوت مرتفع جداً حيث كانت الازهار تتمايل مع النسمات وتساقط قطرات المطر . وبينما المريض الذي على النافذة يصف كل هذه التفاصيل الجميله للمريض المستلقي على ظهره الذي يبدو مستمتعاً بها ،الا انه في احدى الامسيات خطرة بباله فكرة لماذا لا يكون هو بجوار النافذه ويستمتع بمناضر اطلالتها ، وبداء يبني بداخله هدفاً ، وبالفعل بداء يحرك بأطرافه ليقويها ويستند عليها ومع مرور الايام اصبح يستطيعان يستند على اطرافه لدقائق وفي احدى اليالي الباردة بينما كان ينظر لسقف الغرفة اشتد السعال على المريض الذي بجوار النافذه حتى توقف صوت التنفس ، كان يراقب دون تحرك وفي الصباح وجدت الممرضة ان المريض الذي بجوار النافذة قد توفي وبهدوء حملوه بعيداً . وبمجرد هدوءالامور طلب المريض المستلقي على ظهره ان ينقل الى السرير الاخر بجوار النافذه ، وبلفعل لبي طلبه واراحوه وفي اللحظة التي غادروا فيها الغرفة رفع نفسه على كوعه بجهد شديد والم اشد ونظر الى الخارج عبر النافذة ، ليجد ان النافذه تطل على جدار اصم . هنا ادرك ان صاحبه نقل لها لامل ورحل بكل الم .

قلم موسى الهزازي