” سلسلة روحانيات “

 

في ظل السرعة القصوى التي تحيط بمعيشتنا و أساليب حياتنا تظهر لنا الكثير من التحديات و تكشر عن أنيابها الكثير من الصعوبات لتميز الانسان المتحدي الطموح عن الانسان الروتيني الثابت على رتم معين و لا يحب تغيره ..

 

من هنا نفهم و نعرف الإصرار بأنه :

 

إحساس يولد قوة تستوجب وجود الطموح و الحلم و الهدف و التخيل فيدفع صاحبه لتحدي الصعوبات و قهر التحديات للوصول إلى الغاية المنشودة .

 

لكن لماذا يجب أن نمتلك إحساس الإصرار ؟؟ ما فائدة الإصرار و ما سبب وجوده ؟؟

 

يقول ربي جل و علا (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) سورة التوبة 105

 

و يقول (إنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)  سورة التوبة 120

 

و يقول (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) سورة الكهف30

 

و هذا كله حث على العمل بل العمل بإصرار و مثابرة فالله مولانا سيرى عملنا ألا يجب أن نريه ما يسره ؟؟

 

و ما يسره هو أن يعمل الانسان في طاعته لتحقيق أهدافه بإصرار مهما كانت العقبات الموجودة في طريقه فهذا تميز للمصر الطموح

 

يختبره الله به فإما يستحق أن يكون من المحسنين أو لا ..

 

أما فائدته و سبب وجوده :

 

يقول سيدي رسول الله (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ ) اخرجه مسلم في صحيحه .

 

إذاً حتى مع حلاوة الدنيا إلا أن الله سينظر ماذا سيعمل ابن آدم و هذا هو سبب وجود الإصرار و يمكن إيجازه في عبارة :

 

( حتى نصل إلى رضى الله )

 

فالدنيا ليست كلها سهله و ليست كلها سعادة فالمرء سيقابل الحزن يوما و السعادة يوما.

 

أمتنا أُمّة عملت على تحقيق مبدأ الإصرار و لولا إصرار علمائنا الأوائل لما كانت امتنا حازت العظمة يوما فحتى مع حلاوة الدنيا إلا أن المخلوقات -و البشر منهم-  مختلفين و السبق و اللحق لا يأتيا إلا بالإصرار .

 

اللهم اجعلنا من المصرين المحسنين ..

 

 

محمد عصام احمد منصور

تويتر : @MHDE23