أيُ حياة هذه؟

باتت رؤوسنا خاضعة ومستسلمة لتلك الأنوار الذكية تحت اسم التقدم والتطور, استنكر حالنا وحال الأجيال القادمة تمتلئ هواتفنا بمئات الأرقام وكافة الطرق للتواصل الاجتماعي ونتبادل الكثير الكثير من المحادثات اليومية ولكن لا أحد منهم يعرفنا حق المعرفة..! نحن نعيش في عالمٍ وهميٍ يجعلنا نتوهم أننا محاطين بالأصدقاء والاجتماعية, ولا وجود للعُزلة والانطوائية ولكن في الواقع نحن نسينا كيف نعيش الحياة كحياة ..! فغابت تلك الأحاسيس والمشاعر التي كانت واختفت منذ حلول هذه الذكية.

فأين النظرة’ الحانية ولغة العيون الصادقة!؟

أين اليد الدافئة والقبضة الداعمة!؟

أين صدى الضحكات الجماعية التي تعلو بصوتٍ واحد!؟

أين أكتُفُ ذاك الصديق لنبكي عليها  وتكون ملجأً لنا في الضيق والشدة!؟

أين القلب الذي يشعر بك من دون أن تتفوه بكلمة واحدة!؟

أين اللحظة التي نتقاسمها مع أحبتنا في الواقع وليس بالصور والكلمات!؟

استُبدِلت كل تلك الحياة بالوجوه التعبيرية الزائفة الضاحك منها  والباكي ..المتعجب منها والغضبان ..القلب المكسور والوردة الحمراء..

فلم تزدنا هذه الهواتف إلا أوهاماً وتصورات ..

لم تزدنا إلا مسافات ومجاملات..

لم تزدنا إلا أرقام تواصل ولم تضف للصداقة قيمة..

لم تزد إلا من التجمعات الإلكترونية ولكنها لم تصل بين الأرحام..

زادت من صف الكلمات والتظاهر بأن الحياة لامعة..!

زادت من الهدوء القاتل فالكل مشغولٌ بعالمه الذكي متناسين اللحظات التي يجب أن نعيشها  والعمر المحدود..!

إلى متى ستظل هذه ذكية ونحن عبيد لها!؟

 

 

بقلم:

أمل بنت عوض الحساني.