مع انتشار التكنولوجيا السريع وتكاثره الذي يشبه الوباء بين جميع أفراد المجتمع ، بمختلف أعمارهم ومختلف ثقفاتهم ومختلف لغاتهم ودرجات تعليمهم !

أصبحنا وكأننا نعيش في قرية واحدة ! رغم المساحات والثقافات والتضاريس التي تفصلنا !

إلا أن التكنولوجيا العظيمة جعلتنا قريبين من هموم وأفراح  بعضنا لدرجة قوية وملحوظة جداً .

وبمناسبة التكنولوجيا، دعوني أتحدث عما حصل في الفترة الأخيرة من المقطع المتداول بين الوزير المٌعفى عنه، والمواطن المغلوب على أمره الذي كان يحاول جاهداً

أن يتمسك ببصيص أمل بعد الله ليحافظ على حياة والده المتألم على فراش المرض ! 

في حين أن الوزير المعفي عنه والذي كان المشرف والمسئول عن الصحة بأكملها أجابه ببرود ” أنه لن يعطيه أدنى وعود”

الأمر الذي لم يستفز غضب المواطن وفقط ، بل أستفز معظم شرائح المجتمع، تجاهل إحتياجات الناس، والترفع عنها بكبرياء المنصب والوجاهة وفي مجال صحة الإنسان أمراً لا يرضي فقيراً  ولا غنياً ولا متعافياً ولا حتى مريضاً .

إنتشار المقطع كان سريعاً، والأوامر الملكية تجاهه كانت درساً جميلاً في أن يعلم الجميع أن  “المناصب تكليف وليست مجرد تشريف”

أما بخصوص المقطع الآخر الذي تتم تداوله مؤخراً حيث نشبت مشادة كلامية بين أحدى المواطنات التي تحاول أن تبحث عن لقمة عيش تسد حاجتها في بلدها مع شاب آخر يحاول أن يمثل دور الرجولة في فرد عضلاته على أنثى ضعيفة بصفعها كفاً يرميها أرضاً أمام عدد من المارة الغير مبالية بما يحدث أمامهم!

كان دور مستشار خادم الحرمين الشرفين شافياً للقلوب ،بالأمر السريع بالقبض على الشاب والتحقيق معه بخصوص الحادثة ، في الحقيقة  مثل هذه المواقف لا يجب معها إلا الحزم الذي يعلمهم

 أن الأنثى تبقى دائما وأبداً مكرمة في بلد الإسلام والمسلمين، وأن الرجولة الحقيقة تكمن في تكريم الأنثى ،لا في صفعها والتقاوي على وهنها.

لذلك من هذا المنبر، نتقدم بالشكر للقيادة الكريمة في تعاونها السريع مع هموم المجتمع، فهذه التفاصيل الدقيقة تعني لنا كمواطنين ومواطنات أشياء عظيمة،

وجودكم وتفاعلكم و حزمكم مع الأخطاء التي لا يتقبلها الدين ولا الشرع ولا العقل يجعلنا فخورين بكم ، وفخورين بأنفسنا كونكم حٌكامنا وقادتنا .

أخيراً .. إنتشار هذه المقاطع كان أمراً جيداً من ناحية التفاعل معها من قبل القيادة الحكيمة والمسئولين

ولكن من الغير جيد أن نهتم نحن كمواطنين  بالتصوير فقط  دون أن نبذل أدنى تفاعل لرفع الضرر في وقته ونكتفي بالتحديق والتوثيق ثم بعد ذلك نتفاعل مع الحدث في هاشتاقات تويتر !

مثلما تتعاون القيادة مع المواطن ، لابد من المواطن أن يتعاون مع القيادة وأن يساعد ولو بالقليل في رفع الأذى بالطريقة المناسبة.

 

 

امنـية يحي عبـاس نتـو