ديننا الحنيف يحثنا على الإيثار وتقديم المساعدة وحب الخير للآخرين، ويحذرنا من إعاقتهم أو تمني الشر لهم أو الشماتة بفشلهم أو إخفاقهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، لكن من المؤسف أن نجد من يظن أن القمة لا تتسع للجميع، فتجده يحاول الصعود على أكتاف الآخرين، ويعمل على التقليل من إنجازاتهم، ومحاولة إيقافهم، وتثبيط عزائمهم، وعرقلة تقدمهم، ومحاربتهم بشتى الطرق، ظنا منه أن نجاح الآخرين يعني فشله، ونجاحه يعني فشلهم، ولا يعلم بأن النجاح ليس حصرا على عدد معين، وأنه حق مشروع للجميع، وأن نجاح الآخرين لا ينقص من نجاحه شيء، بل يفترض أن يزيده حماسا وإصرارا وبالتالي مزيدا من النجاح، فالحياة لا تخلو من المنافسة، والآخرين حينما ينجحون فإنهم لا يسرقون نجاحه، ولا ينتقصون من جهوده، والموفق من الناس من تعامل بالتنافس الشريف، وأحب الخير للآخرين كما يحب لنفسه، وأقتدى برسولنا الكريم الذي لنا فيه عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة في حب الخير للآخرين، وإرشادهم إلى طريق الحق، وإعانتهم عليه، وتشجيعهم على الثبات، حيث أن عمل الخير للآخرين ودعمهم أحد أهم أسباب نشر المحبة والمودة بين الناس، والابتعاد عن العداوة والبغضاء، وهو طريق مهم للنجاح ورقي واستقرار المجتمع بأسره، يقول عليه الصلاة والسلام: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”، وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن الحسد والتباغض بين المسلمين بقوله: “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره… الحديث”، والنبلاء والعظماء وأصحاب الخلق الرفيع والهمم العالية دائما يعملون على مساعدة الآخرين، ودعمهم، وتشجيعهم على المضي قدما، وإرشادهم إلى طريق الفوز والفلاح، وإقالتهم عند العثرات، ومشاركتهم الفرح عند النجاح، يقول أحدهم في ذلك: “إذا ما نعمة وافت لغيري ،، شكرت كأن لي فيها نصيبا”، وفقنا الله وإياكم لكل خير،،،

 

 

عبد الرحمن بن حمد المزروع