أؤمن ان قواعد الحياة ليست ثابته واؤمن ايضا ان التغير في اي قاعدة اساس محتّم الحصول، واؤمن ايضا ان الثبات في قواعد كثيرة اساس حتى تصل للمطلوب والمرغوب أوان يصل هو اليك!

اعد النظر بها مرة اخرى، نعم هذا هو نغم الحياة “التغير المستمر”، وكل يوم يزيد ايماني بمقولة ” دوام الحال من المحال”
ايضا، أيقنت انه لابد من ان يحدث انقلابات بسيطة او حتى جذرية في أحوالنا وشخصياتنا برغبتنا او رغم انوفنا.

 

خُلقت الحياة مليئة بالتناقضات التي تجعلنا نعاند أنفسنا احيانا دون تدخل أحد بعينه، انما هي الايام فقط ومجرياتها ونظرتنا للامور والمواقف التي نمر من خلالها إلى المعلوم حاليا، المجهول حاضرا، وللذكرى سيمضي! 

يمر بها البشر أجمع وتجد ردود افعالهم مبنية على تجاربهم وخبراتهم السابقه!
البعض سيرى الردود والافعال “بأنهم يظلموا أنفسهم حين يقدموا على قرارات مصيرية سيئة!” بينما هي في نظر اصحاب الشأن حياة حقيقيه بعيدة كل البعد عن ماقيل وما سيقال وما وجهات النظر التي في النهاية تبقى مجرد رأي !، فلا يوجد رأي صائب ورأي مغلوط، فكل الطرق قد تؤدي الى روما إن زاد أو قل إعوجاجها.

 

تلك القرارات متعلقة بمن انت ومن ستكون وماذا تريد؟، وهل ذلك يضرك او ينفعك؟، هل يضر مجتمعك ام ينفعه؟ وقبل كل شيء أين رضى الله فيه؟
كلما كان الانسان صادقا مع نفسه سيصل للمرحلة التي سوف يعلم جيدا مواطن الصدق اللطيف مع الأشخاص، وان مجاملته لكبيرة في السن بأنها لاتزال محافظة على جمال شبابها! ليست بنفاق او استهزاء وانما لرفع معنوياتها ورسم ابتسامة.
وان الحزم مع طفل رغم بكاءه حكمه قد تجعل الطفل يكسب خبره جديدة في الحياة وليست قسوة او اجحاف.

سوف يعلم جيدا متى يمشي مع التيار ومتى يقف ويعود ادراجه او يغير مسار حتى من هم معه!
سيعلم الانسان جيدا في قواعد الحياة انه لم يخلق كاملا ولم يُخلق ليكمل البشر وايضا لم يخلق عبثا!

 سيعلم جيدا أنه في يوم سيمد يده لطلب احتياج دنيوي من آخرين لا يختلفوا كثيرا عنه، ويعلم أنه في المقابل سيقدم المثل.
ولم يُخلق الإنسان ليحاسِب بشراً مثله؛ إلا نفسه بمراقبه الذات امام الله، ليس امام البشر فقط!
سيصل الواعي والمدرك لمعنى ان الحياة أمواج متقلبة لاتهدأ أبدا وإن هدأت ليس الا هدنة لما سيأتي بعدها، وسيكون مثلها تماما متأهب لها، قرار تتخذه اليوم ستجد بعد سنوات تمنيك باتخاذه سريعا او حتى بمحوه من تاريخك! 

 

قواعد الحياة ماهي الا دروس وحكمة الهية وضعها في نفس بني آدم المكرمة عن بقية الخلق.. اعطانا توجيهاته في كتابه الكريم وجعل ارادة الفعل بالأسباب بيد البشر، بعد ارادته وتوفيقه.

ما يثبت صحة حديثي هذا قوله سبحانه:

 (( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)) – سورة البقرة[1]

 

وقال الشاعر:

 

ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى.. ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج![2]

 

وصايا العليم الحكيم لجميع أنواع الاقدار والابتلاءات هو الصبر الذي بشّر به عباده ولم يكن بعد البشارة أجمل من ان صلواته سبحانه المحفوفة برحمته وهدايته من نصيب الصابرين، المكافحين، القانعين بما هو خير من الكريم.

 

أخبرك ايضا:

” تلك الأرض الجدباء القاحلة لم تزرها الغيوم بعد طول انتظار وتحجب عنها النور الا لكي تتساقط بالخير ثم تنجلي”  

وليكن الحذر مصاحب لإدراكك ا فالابتلاء ليس دائما على هيئة مرض، جزع، خوف ونقص، ربما هي نعمه من الرحيم ولم تحدّث عنها او تشاركها، ربما علم كتمته كان قد يرفع الضلال عن عقل أحدهم.

 

الحياة لا حدود لها افتح عين قلبك وكن خير جليس لروحك ونقيها من شوائب الايام وظلمتها كل يوم جديد هو فرصة لتضيفه لحصاد المستقبل او لأسى الماضي!

انت تستطيع … والسلام

 

 

المصادر:

[1] القرآن الكريم  – سورة البقرة 

[2] أدب الامام الشافعي – قصيدة