بسم لله الرحمن الرحيم 


منذ أن أقرت المحكمة العليا بالولايات المتحدة أمر اقرار زواج “المثلية” والولايات صاخبة بالاحتفالات العديدة
ونحن هنا بين معارض ومؤيد ( من باب الحرية الشخصية وانتهاجاً لقوله تعالى:” لهم دينهم ولي دين “) وآخرون متجاهلون للأمر كما لو أنه لم يحدث ولا يعنيهم أصلاً!
وقبل أن أدخل في عارضة الموضوع وتفاصيله الحادة !
دعني أقول لك عزيزي القاريء أنه إكمالك لنصف المقال ، ثم إغلاقك له بحجة أنك تقول ” ياشيخ إحنا مسلمين وما عندنا هذا الكلام
سوف يُخسرك أشياء كثيرة ،على الأقل ستخسر ” علمك ” بما سيحصل حولك أو بما يحصل حولك منذ مدة طويلة لكنك لاتعلم عنه.
موضوع إقرار المثلية في الولايات المتحدة هوا أمراً ليس غريباً كونهم لاينتهجون دين الإسلام ولا تعاليم القرآن فهم يشربون المُسكرات، ولديهم إنفتاح عظيم في موضوع العلاقات
وأشياء كثيرة منذ زمن لديهم ونعلمها جيداً، مالمشكلة الآن أو بالأصح مالجديد الآن ؟
الجديد الآن .. الإعلام ! لم يعد الإعلام مثل السابق محصور على شاشة التلفاز التي لها معاييرها  المحددة للعرض والنشر، اليوم نحن نواجه الكثير من البرامج
الغير مقننة بإي معايير خاصة ولا عامة للنشر ، مثل الواتس آب ،تويتر ،سناب شات وباث وغيرها الكثير..
في الماضي كان موضوع “التحكم” في بث الأفكار سهل جداً، أما الآن أشبه مايكون بالمعجزة أو أحد المستحيلات!
ناهيك أن معظم أفكار شبابنا مستقاة من عندهم ، ودعني أذكرك  ” بالكدش وطيحني والإيمو وغيرها من التفاصيل التي أخذت موضتها بيننا وكان منبعها الغرب واعلامهم
كثير سيخبرني لكن نحن تربينا على الإسلام ومباديء القرآن وهذه الأشياء لن تغير فينا شيء ..
أوافقك الرأي لكن ليس تماما.. كونك ربيت ابناءك على الإسلام وتعاليمه هذا أمر جيد لكن ليس كافٍ في ظل الإعلام الذي يشاهده ابنك ويعاشره بصفة يومية !
هذا غير الأصدقاء وحديث الناس ومختلف أفكارهم وأرائهم بالإضافة للإعلام الذي سيعطي للمثليين حقوقهم من الزواج، والتبني وعرض الأفلام!
طبعاً لاتنسى عزيزي القاريء موضوع البعثات والدراسات الخارجية وأثره عليهم، وعلينا في حين عودتهم.
ودعني أخبرك أمراً ضرورياً ربما تعلمه ، وربما لا تعلمه ، أن في مجتمعنا “وللأسف الشديد” كثير من الفئات الشاذة والمثلية ولكن ليست بالإنفتاح الذي نراه في الولايات المتحدة
وذلك بحكم تعاليم الدين أولاً  وثقافة المجتمع ثانياً ، لكننا لا ننكر وجودهم بيننا في الجامعات ،في الطرقات ، وفي المدارس وغيرها الكثير
وجودهم مشكلة ، لكن المشكلة الأعظم أن بعضاً من فئات المجتمع ومع إقرار قرار المثلية هنالك، الكثير هنا صار يٌغرد ويخبر بـ ” عادي .. حرية شخصية
لا يوجد مايسمى “حرية شخصية ” في الدين، الله سبحانه فطرنا على الإنجذاب الفطري بين الذكر والأنثى ، وخلقنا بطريقة فسيولوجية عظيمة لنبني أسرة ونكون أجيال ونرسم حياة!
مايحدث من تأييد أو إتباع لهم هو إنتكاس للفطرة وإنتهاج لقوم لوط الذين نعلم جيداً كيف كانت عاقبتهم!
بحثت في كثير من الكتب والمراجع عن أسباب المثلية وعن ما يدعوا لها بشكل جذري ، بعض الكتب الطبية تقول أنها قد تكون مشكلة جينية في الجينات
وكتب الفلسفة والفكر تقول أن فكرة المثلية أكثر ما نشأت سابقاً في “السجون” حيث ولمدة السجن الطويلة و إنعزال الجنسين عن بعضهما ، فيفرغ الفرد شهوته في فرد من جنسه ومثله!
لا أعلم حقيقة ومدى صدق هذه الأقاويل ، لكن ما أعلمه جيداً “أن لكل مشكلة حل” لو أننا حاولنا تزويج الشباب منذ بداية نضجهم سيكون الأمر ربما أفضل، لكن المسألة ليست بهذه السهولة
فحالات الطلاق واسعة و عديدة وذلك لضيق فكر معظم الناس عن مبدأ وفكرة ومسؤولية الزواج.
لكن لابد أن تٌدرس مواد ضمن الكتب المدرسية والجامعية عن مسؤوليات وحقوق الحياة الزوجية ، لابد أن تكون هنالك جمعيات تٌيسر نفقات ومصاريف “ما قبل وما بعد” الزواج
ولابد للمجتمع أولاً وأخيراُ  أن يتنحى قليلاً عن ثقافة ” البهرجة” و “الفشخرة” في الزواج ويركز في فكرة ” حصن الشباب عن كل هذه الفتن
أخيراً .. سابقاً كنا نقول للفتاة أنت ” غزالة” وأنتبهي من ” الذئاب البشرية
الآن نقول للغزالة أنتبهي من “الغزالة” ، ونقول للذئب  أنتبه من “الذئاب“.

للكاتبة : امنـية يحي عبـاس نتــو