مجلة الجودة الصحية "ممنوع اصطحاب الأطفال"....الجودة: ظاهرة إدارية فعلية؟

سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية”

“ممنوع اصطحاب الأطفال”….الجودة: ظاهرة إدارية فعلية؟

تعميم صادر من مؤسسة حكومية يصب مباشرة في صميم سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية”….. يحذر التعميم من إصطحاب الأطفال داخل مقر العمل!

تعميم رسمي أعزائي القراء وليس بطاقة دعوة لحفلة زفاف أو ما شابه! وبما أني لم أبحث حيثيات التعميم وخلفيته فإني لا أناقش التعميم كمستند رسمي وإنما أستعرض حال الأم العاملة، ما الذي جعلها تصطحب طفلها إلى مقر العمل لتصبح ظاهرة تستوجب مخاطبة رسمية تمنع دخول ذوي الأنامل الناعمة إلى تلك المواقع؟ الطفل دون سن السادسة لأم عاملة إما أن يكون مُسجلا في روضة قريبة قدر الإمكان من عمل الأم وفي حالات قليلة في روضة تابعة لإدارة جهة عمل الأم أو أن يكون في رعاية خادمة منزلية والتي قد تكون تحت إشراف جدة الطفل، لذا بإعتقادي حضور هؤلاء الأطفال إلى مقر عمل الأم قد يكون بسبب انتهاء دوام الروضة قبل دوام الأم أو بسبب غياب الخادمة لأي علةٍ كانت!

موقف متخذ القرار المسؤول تجاه تلك الظاهرة قد يكون بأحد إتجاهين:

الإتجاه الأول: مخاطبة الجهات ذات الصلة لإيجاد بدائل تساند الأمهات العاملات في الموازنة بين الدورين: الأمومة و الدور الوظيفي، وهذا الإتجاه يتطلب وقت وجهد إضافة إلى ضرورة توفر مهارات إدارية من جانب المسؤول كمهارة التفاوض.

الإتجاه الثاني: مخاطبة الأمهات العاملات تحت سلطة ذلك المسؤول بقرار منع ممارسة تلك الظاهرة مع التأكيد على الجهات المساندة بمتابعة تطبيق القرار، وهذا الإتجاه يضمن معالجة فورية للظاهرة مع عدم الحاجة لأي مهارات إدارية حيث أن سلطة المنصب كافية لتفعيل القرار.

من المؤسف أن الإتجاه الأول هو ما كانت ستنطق به الجودة لو كان لها لسان!!!!

في أحد مقالات سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية” (شهر يونيو “الترابط الأسري” مسؤولية الأسرة أم المجتمع! ) استعرضت حجم الخطر الذي ينتظر مجتمعنا في حال لم يساهم المجتمع في دعم أفراده لأداء واجباتهم العائلية والوظيفية. المسؤول وصاحب القرار هو أحد عناصر المجتمع الرئيسية التي تُطالب بدعم أفراد المجتمع وبالذات أفراد المجتمع الصغير تحت حدود مسؤوليته وبالتالي تصبح الجودة ممارسة إدارية فعلية لا قولية.

[author ]د.عبير الراشد

استاذ الإدارة الصحية المساعد/ جامعة الملك سعود