سألت الصغير: في أي مرحلة؟ اجاب متوسطة. ماذا تدرس اليوم؟ حاسب! دردشة بسيطة استوقفتها إجابة مرعبة بشكل جداً غريب. السؤال الأخير: وش أخذتم فالحاسب؟ الإجابة الموجعة: ننشأ ملف جديد على سطح مكتب!

إجابة مرعبة جداً ومحبطة حد السئم ومؤلمة فوق الآلم الا هي كل الآلم!

عندما يتعامل الطالب بشكل شبه يومي مع عالم إلكتروني واسع كبير ومجتمع جديد ومختلف وتعلمه ينشأ ملف! إسمحوا لي أقول بأن وضعنا جداً مختلف عن التعليم وماهيّته, أهدافه وما يصبو إليه!

في العام 2016 يحارب العالم التعامل الإلكتروني الخاطئ بشتّى السبل والوسائل والطرق, ونحن لا دفاع يسُر ولا محاربة مقنعة!

في العام 2016 تجد الصغير عنده 25 آلف مشاهد على  SnapChatوضعفهم متابعون صفحته في Twitter وعدد لا بأس به في Instagram و Vlogs Youtube  “مكسّرة الدنيا عنده”. ولا يعلم كيف يكافح الشائعات الإلكترونية وكيفية التحقق من مصادر أخباره وماهي مضار النشر غير المؤكّد …. آلخ

في العام 2016 لا يعلم الصغير ماهي مخاطر القذف والسب عبر الإنترنت وكيف ممكن يتفاداها وكيف ممكن يحاربها, وما معنى Retweet  الحقيقية في Twitter  و ماهو خطرها وكيف ممكن تقوده هالأمور لملف جداً خطير ألا وهو الجرائم الإلكترونية!

في العام 2016 لا يعلم الصغير ماهي البرامج النافعة/الضارة والمحتوى الجيّد/السيء والمواقع الموثوقة/المشبوهة والتسوّق الإلكتروني الصحيح/الخاطئ!

في العام 2016 لا يعلم الصغير ما معنى الحرية الإلكترونية والتعدي على الآخرين ولا يعلم ماهو التجسس الإلكتروني وماهي أخطاره على الفرد والمجتمع!

في العام 2016 لا يعلم الصغير الإدمان على الإنترنت وتضييع الوقت عليه وكيف ممكن يخترق حياته الأسرية والإجتماعية.

في العام 2016 لا يعلم الصغير ماهي الرسائل الإلكترونية المغرضة والإحتيال ……… آلخ

ملفات كثيرة وخطيرة ومستقبل تعليمي لا يُبشّر بخير وتحديات لا يمكن أن نواجهها و نحن ننشأ ملف !!