في هذه الحياة، وبينما كنت أمشي في طرقاتها، فكرت أن يكون لي أثر، يتذكرني به الناس بعد رحيلي من الدنيا،
ولكن احترت في أمر ما لا أعلم أي طريق سأسلكه؛ لأكون في الإتجاه الصحيح والمناسب لي،

فالبعض يقول اختر الطريق ذا اللون الأخضر فإنه طريق الخير، والآخر يقول لا تختر الأخضر؛ إنه طريقُ الهلاك والضلال، اختر الطريق ذو اللون الأزرق فإنه طريق النور.

كلٌ منهم ينصحني حسب قناعاته وتجاربه الشخصية أو طريقة تفكيره التي يفكر بها أو عاداته وتقاليده. 
وما بين ثرثرتهم وحيرتي تسلسلت في داخلي كلماتٌ لأنثرها بين أوراقي 
عادة ما يوجد في مجتمعنا الإلتزام الشديد من البعض يقابله انفتاح للآخر، معنى ذلك إما أن يكون الرجل ملتزم لدرجة الشدة، أي أنه يصلي ويصوم وترى لحيته طويلة علامة لالتزامه إن فعل شيئا ما ضحك، ومزح و……و……

يفجرون قنبلة بقولهم “كيف يسوي كدا هذا ملتزم ما يصير” يريدون منه أن يصل لدرجة التعقيد. 
وفي الجانب المقابل رجل آخر، ترى طريقة تفكيره وعقليته منفتحة فكل شي يفعله في هذه الحياة ليس من عاداتنا أو تقاليدنا، فإذا رآه الناس يصلي ويصوم يقولون “وي كيف يصلي ويصوم وهو منفتح او صايع” في كلا الحالتين يتحدثون. 
أي أننا نظن أن الرجل الملتزم هو القريب من الله وأن الرجل المنفتح هو البعيد عن الله وأن الرجل الملتزم هو الذي تقبل صلاته وعبادته أما الرجل المنفتح فلا يقبل شيء من أعماله. 
لا يوجد لدينا مصطلح الوسطية أو التوازن في كآفة جوانب الحياة. كلاهما يريد من الآخر أن يكون إما أخضر أو أزرق ولا شيء غيرهما، ويصبح الأمر كارثة إذا تم دمج اللونين معاً . 
فلماذا لا نطبق منهج الإعتدال في كل جانب؛ لنحقق الموازنة، ولتستمر الحياة بين أمل وعمل.

بقلم: مياسم عباس