هل سمعت مسبقًا عن الأهداف الدولية لسلامة المرضى؟

 

 

 

انتشرت هذه المصطلحات المتعلقة بجودة الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية وكثيرًا من دول الخليج العربي خلال السنوات السابقة مع الاهتمام الواسع بتحسين القطاع الصحي لتقديم أفضل خدمة للمرضى. 

 

 

ما تعريف سلامة المرضى؟ وما معايير الجودة وسلامة المرضى التي يجب اتباعها؟

هيا بنا نتعرف على بعض المفاهيم البسيطة التي ترافقنا في أثناء رحلتنا للتحسين المستمر للنظام الصحي في وطننا العربي؛ لتقديم خدمة صحية آمنة وفعّالة ومُرضية.

 

 

ما تعريف سلامة المرضى؟

ظهر مصطلح سلامة المرضى نتيجة طبيعة النظام الصحي المعقدة؛ مما نتج عنه إلحاق الضرر بكثير من المرضى.

يهدف هذا المصطلح إلى الوقاية وتقليل المخاطر، والأخطاء، والأضرار المحتملة غير المقصودة والتي يمكن تجنبها عند توفير الرعاية الصحية للمرضى.

 

 

ما الأهداف الدولية لسلامة المرضى التي يجب اتباعها؟

أقرت اللجنة المشتركة الدولية ( Joint Commission International) معايير أساسية لسلامة وأمان المرضى وهي كالآتي  لعام 2022:

  1. تحسين دقة التعرف على المرضى.
  2. تحسين فعالية التواصل بين مقدمي خدمات الرعاية الصحية.
  3. استخدام الأدوية بأمان.
  4. استخدام أجهزة إنذار الأجهزة الطبية بأمان.
  5. منع العدوى.
  6. التعرف على المخاطر المتعلقة بسلامة المرضى.
  7. منع الأخطاء في الجراحة.

 

 

نتناول النقاط الأساسية المتعلقة بهذه المعايير على شكل إجابات للأسئلة التي يمكن أن تراودك -عزيزي القارئ- لفهمها ببساطة.

نبدأ في مقالنا الحالي بالنقاط الأساسية المتعلقة بدقة التعرف على المرضى وتحسين التواصل الفعّال، كما سنتناول شرح باقي المعايير في مقال آخر.

تحسين دقة التعرف على المرضى تعد من أهم الخطوات؛ إذ يترتب عليها الخطأ في التشخيص وما يترتب عليه من مراحل العلاج التالية.

 

 

كيف نحسِّن دقة التعرف على المرضى؟

ينبغي لك كمقدم رعاية صحية استخدام اثنين على الأقل من معرفات المريض مثل اسم المريض وتاريخ ميلاده، ويُمنع استخدام رقم الغرفة أو مكان المريض نهائيًا.

تحدث الأخطاء المتعلقة بالتعريف الخاطئ للمريض نظريًا في كل مراحل التشخيص والعلاج.

 

تنقسم أهمية هذا الهدف لسلامة المرضى إلى شقين

وهما كالآتي:

  • تحديد الشخص على أنه المقصود لتلقي الخدمة الطبية أو العلاج.
  • تأكيد تناسب الخدمة أو العلاج للمريض.

 

 

ما المعرفات المقبولة للمرضى؟

يستخدم مقدمو الرعاية الصحية اثنين من المعرفات التالية قبل تقديم الخدمة أو العلاج للمريض:

  • الاسم.
  • رقم تعريف محدد.
  • رقم التليفون.
  • تاريخ الميلاد.
  • رقم السجل الطبي.

 

 

عناصر تقييم الأداء

  1. يجب استخدام مُعَرِّفَين على الأقل قبل إعطاء الدواء، والدم، ومشتقات الدم، أو جمع عينات الدم للاختبارات السريرية، وعند إعطاء الأدوية أو عمل أي إجراء.
  2. وضع ملصقات تعريف المريض على عينات الدم أو أي عينة أخرى في وجود المريض.
  3. استخدام طرق مميزة للتعرف على حديثي الولادة.

 

 

ما أفضل الطرق المستخدمة لمنع أخطاء التعرف على حديثي الولادة؟

يمكن استخدام الآتي:

  • كتابة الاسم الأول والأخير للأم مع جنس المولود.
  • التأكد أن المعلومات على بطاقة تعريف الطفل واضحة ومقروءة.
  •  وضع سوار تعريف الرضيع على طرفين من أطرافه، يفضل الرسغ والكاحل المقابل له (الرسغ الأيمن و الكاحل الأيسر على سبيل المثال).
  • التأكد من تأمين سوار التعريف وعدم فقدانه في الأغطية بسهولة.
  • التحقق الثنائي لمعرّفين على الأقل للرضيع قبيل البدء في التسجيل في السجل الطبي الإلكتروني.
  • استخدام تقنية Hugs & Kisses التي تشمل وضع علامة Hugs (رباط مقاوم للماء) على رسغ أو كاحل الرضيع فور الولادة، وتسمح للممارسين الصحيين والعائلة بنقل الطفل داخل منطقة محمية، ويصدر صوت إنذار عند خروج الرضيع من تلك المنطقة، كما ترتدي الأم علامة Kisses التي تنبه العاملين فور عدم المطابقة.

 

 

تحسين فعالية التواصل بين مقدمي خدمات الرعاية الصحية :

يلعب التواصل في القطاع الصحي سواءًا بين مقدمي الرعاية الصحية أو مع المرضى وذويهم دورًا محوريًا لتقديم خدمة رعاية صحية آمنة وفعّالة.

قد يؤدي التهاون في هذا المعيار إلى عديد من الأخطاء الطبية التي قد تسبب أحداثًا جسيمةً.

 

 

ما أكثر تحديات التواصل التي قد تواجه مقدمي الرعاية الصحية في المؤسسات الصحية؟

يعد عدم الإبلاغ عن نتائج الإجراءات التشخيصية الحرجة الخارجة عن حدود المألوف في الوقت المناسب لمقدم الرعاية الصحية المسؤول حالةً مهددةً للحياة.

كيف نحسن التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية عند الإبلاغ عن نتائج الإجراءات التشخيصية الحرجة؟

 

 

يجب عمل نسخة إجراءات مكتوبة لإدارة نتائج التحاليل الحرجة أو التشخيصات الحرجة لتناقش ما يلي:

  • تعريف مسمى النتائج الحرجة.
  • مِن وإلى مَن تُبلّغ هذه النتائج.
  • حدود الوقت المسموح منذ الحصول على النتيجة حتى إبلاغها للمختص.

 

 

ما أكثر تحديَات التواصل التي قد تواجه مقدمي الرعاية الصحية مع المريض؟

  • عمليات التسليم والتسلّم وانتقال الرعاية القاصرة.
  • سوء تخطيط خروج المريض وعدم وضوح تعليمات المرضى.
  • مشكلات متعلقة باللغة أو عدم تمكن المريض من القراءة والكتابة.
  • الحواجز الثقافية وسوء الفهم.
  • تحديات خاصة بالعمر.
  • أخطاء أثناء الإبلاغ عن نتائج التحاليل والإجراءات الطبية.

 

 

كيف نحسن التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى؟

يعد التواصل الفعّال في المؤسسات الصحية محورًا رئيسيًا لنجاح تلك المؤسسة، ونيل رضا المرضى ورضا مقدمي الرعاية الصحية والموظفين.

 

 

تُحسّن الخطوات التالية التواصل داخل المؤسسات الصحيّة:

  •  تحسين عملية تسليم وتسلّم المريض بالحفاظ على السجل الطبي للمريض بجوار المريض واستخدام نماذج ISBAR.
  • تطبيق الخروج الفعّال للمريض (التأكد من معرفة المريض تشخيص حالته، وأدويته وكل ما يتعلق بها، والغذاء المناسب لحالته، ومواعيد متابعة الطبيب، وأي توجيهات أخرى).
  • تلبية احتياجات اللغة وتوفير المترجمين.
  • تدريب الممارسين الصحيين لفهم حركات الجسد للمرضى بالإضافة لتدريبهم على إيصال المعلومات والتوجيهات للمريض بأكثر من طريقة والتأكد من الفهم.
  • التغلب على الحواجز الثقافية واحترام المرضى وتلبية احتياجات كبار السن.
  • التأكد من دقة إبلاغ نتائج التحاليل والإجراءات الطبية.

 

 

يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تحسين طرق التعرف على المرضى، وتطوير طرق التواصل فيما بينهم وبين المرضى بأبسط الوسائل وباتباع الأساليب المبنية على الأدلة لتحقيق الأهداف الدولية لسلامة المرضى IPSGs وبالتالي الحصول على خدمة فعّالة و مُرضية لكل الأطراف.

 

 

 

 

بقلم/ د.الشيماء عادل الحديدي

CPHQ, BCPS, Clinical pharmacist