في ظل اكتساح التقنية وتداخلها في شتى جوانب امورنا الحياتية ، بات وصول جميع افراد المجتمع الى وسائل التواصل الاجتماعي سهل جداً و في متناول الغالبية العظمى، ليترتب على هذا الوصول لتلك القنوات استخدامات كبرى ، اجتماعية و اقتصادية و ثقافية و عاطفية و تعليمية بل وحتى (صحية ) !

 

لعل من اهم واخطر الآثار التي تجرعناها من وسائل التواصل هذه هو استخدامها للبحث عن معلومة طبية ، او وصفة دوائية ، او استشارة صحية او حتى تجارب غير علمية، فأصبح متابعة حسابات المعلومات الطبية(الغير مختصة) على تويتر او انستقرام او سناب تشات او غيرها ، مشهد غير مستغرب ، لتجد الأغلب يعتمد على مثل هذه الحسابات لاستقاء معلومة او حل مشكلة صحية او حتى نشر التجارب للأقارب والأصدقاء.

 

بالرغم من هذا الوجه السلبي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلا ان هناك أوجه ايجابية عديدة ، مثلاً كالاستخدامات التي تتجسد في حسابات الأطباء المخلصين الذين ينشرون الوعي الصحي و ينبهون لكل ثورات جديدة في عالم الطب والرياضة والصحة بشكل عام ، او كالتي تتجسد في حسابات المستشفيات والمراكز الصحية -التي يغلب ألا تكون حكومية- و التي تنشر بدورها الأخبار والتحديثات و الإجابة على بعض الاستفسارات.

 

بناءً على ذلك فانه بإمكان الحكومة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للاستشارات الروتينية تحت قوانين واشتراطات معينة لتغني المريض عن زيارة الطبيب ،حيث قد تُستخدم هذه الوسائل عبر ربطها بأي تطبيق ترى وزارة الصحة انشاؤه ، ليكون همزة وصل بين الطبيب والمريض عند الكشف المبدئي خصيصاً لساكني المناطق النائية ، كم هو جميل لو رأينا مريض يرسل نتائج تحاليله الطبية ووصف مختصر لحالته عبر التطبيق ليرد عليه الطبيب فوراً بنصيحة مبدئية يقرر على اثرها ان كان هناك حاجة ليقطع مسافة ومشقة طريق الوصول الى المستشفى المتخصص ،بدلا من أي يسأل المجربين الذين لن يزيدون الأمر الا سوءاً  ،وهذا بالطبع سيؤدي لتقليل تكلفة الخدمات الطبية ناهيك عن تقليل وقت الانتظار ايضاً الذي يعتبر المشكلة العضال في المستشفيات الحكومية.

 

وختاماً تبقى التقنية والتكنولوجيا اداةً نستطيع تطويعها كما شئنا لتخدمنا بالشكل المطلوب ، ولنحقق من خلالها نقطة الاستخدام الأمثل، والعبرة دائماً بالتجديف مع التيار لنصل بهدوء الى المنطقة المعاكسة .

 

 

 

                                                                                              هبة مؤمنة