القطاع الصحي يختلف عن الكثير من القطاعات كونه يضم مجالات متنوعة، ففيه تشخيص وعلاج وتأهيل وتعليم وتثقيف وتطوير وقد يصل الى الترفيه أحيانا.

لذلك، على من يخوض في إدارة هذا القطاع ينبغي ان يدرك تماما انه سيواجه الكثير من التحديات والصراعات، خاصة في ضل النقص العالمي للموارد البشرية والاستهلاكية في هذا القطاع والبعد كل البعد عن الوقوع في فخ الإدارة.

فليس من السهل ان تدير منظومة كروية الشكل على ارض غير مستوية وفيها الكثير من المنحدرات والمنعطفات فالتوازن هنا مطلبا حتمي. وعليك ان تدرك أيها القائد الصحي بأنه يجب ان تتحلى بصفات إدارية وقيادية وإنسانية فذة كي ترتقي بالمنظمة.

الإدارة الصحية تتطلب ان تكون عالم في كل شيء هذا فخ يتوجب على القائد الحذر منه، بل يجب عليه ان يكون مدرك لكل شيء لا عالماً ومنصت ذكي فلا يهمش الاخرين، ويعرف جيدا ان تفويض الأمور الإدارية فن وذوق وان هناك افراد ومدراء كلا عالم بمجاله وجميعهم يعملون وفقا لطريق الذي يرسمه.

ويعتبر التحفيز كذا فخا قل ما ينجو منه المدراء فلا ينبغي التغافل عنه او تهميشه وما يدور في مخيلة البعض بأن الراتب الشهري الذي يتقاضاه الموظف هو خير وسيلة للعمل متناسين ان هناك فرق بين ان تعمل بأمانه او ان تؤدي الأمانة، فالعمل بأمانة يتطلب حب وإخلاص وتحفيز وابداع بينما تأدية الأمانة فيكتفي المراء بأن يعمل ما يطلب منه. وبما اننا في عصر نهضة وانطلاق لتحقيق رؤية 2030 فنحن بأمس الحاجة للعمل الجاد المبتكر.

ولن يتم ذلك الا من خلال إيجاد سبل تحفيز متنوعة لكل فرد على حدة حيث ان لكلا منا محفزاته الخاصة وعلى المدير العمل بموجبها وليس طوعا لما يراه، فما يحفز فلان قد ينفر اخرين.

 والفخ الأعظم  في الإدارة هو ما نراه الان من بعض المدراء الديمقراطيين والذين لا يرون من الإدارة سوى مكتب فاخر ومجموعة أوراق و أوامر تصدر دون مراعاة للوضع الفعلي الذي تعيشه المنظومة  او حتى دون اخذ اراء واستشارت بقية الافراد ذوي العلاقة فهم يصدرون الكثير من القرارات  الا مدروسة و غير منطقية ويسعون لتمدد واثراء سيرتهم الذاتية بالكثير من الإنجازات السحرية التي يراها المشاهد بعينيه دون ان يلمسها فعليا او يستفيد من تواجدها .فيستحدثون اقسام ويفتحون مسارات دون دراسة للإمكانيات  مما يؤدي الى تشتيت للمجهودات وتقليص الانتاجية فيضحون بالأساس من اجل الفرع  ويسحبون الكوادر من اقسام تقدم  عناية فعليه لأقسام ثانوية  بالإمكان التخلي عنها الى حين توفر الموارد.

 

فكل هذه الأمور ينبغي على القائد في المجال الصحي تفاديها والنظر اليها بمنظور شامل ،لوضع الخطط نحو السير لرؤية مستقبلية.  وادراك ان القطاع الصحي هو الشريان النابض لكل القطاعات والوقوع في الفخ يعني إحداث جرح دامي وبالتالي تأخر المسيرة.

 

 

أ. أحلام سفران الصبحي