تبدأ الكثير من الدول بتعليم كرة القدم من الصغر بالاكاديميات ..وتلقن الكثير من الدول ابنائها الفن وكل حسب انتمائه ..فالرسام يزيد حبه للرسم بالتعليم والكاتب يزيد توهجه للكتابة بالتعليم والقارئ يزداد شغفه للقراءة والاطلاع بالتعليم اما التثقيف الصحي فيحتاجه كل انسان الصغير والكبير الغني والفقير حتى من يكون على السرير يحتاج للتثقيف الصحي ومع تطور المجتمعات عموما والمجال الصحي خصوصا ابتدأت بعض المجتمعات وخصوصا الغربية منها في تثقيف الصغار بعد ان انتهوا من تثقيف الكبار ..ويجب ان نحاول ان نرى اين نحن من هذا التقدم هل وصلنا الى هذه الدرجة ام اننا نحتاج ان ننتظر هؤلاء الاطفال حتى يكبروا لنثقفهم ام اننا نحتاج ان نعلم الكبار ؟
نعم يجب ان نحدد هدفنا لنبدأ الخطوة الصحيحة ؟
وفي مقالي هذا اتحدث عن اسنان الاطفال فالطفل يحتاج مداراة في هذا السن والى التعليم واحيانا الى الاجبار واكبر مشكلتين تواجه الاطفال اولها الصدمات وماينتج عنها سواء كسر في الاسنان او مشاكل الاعصاب والثانية هي المنتشرة جدا في مجتمعاتنا وهي تسوس الاسنان وتشير الدراسات ان ٦٠ % من هؤلاء الاطفال يحدث لديهم التسوس قبل سن الخامسة وان اول ما يلاحظه الوالدين هو تغير لون الاسنان الى الابيض وهي التي ان لوحظت فستعالج دون الحاجة لزيارة طبيب الاسنان عن طريق الفلورايد المتركز في معجون الاسنان اما اذا تم حفر السن فزيارة الطبيب تصبح الزامية لاستعادة الجزء المفقود من السن عن طريق الحشوات والتي تختلف باختلاف مكان السن وعدد الاسنان التي تسوست ونوع المادة وقوتها وكما تشير الدراسات ان نسبة تسوس اسنان الاطفال في ازدياد كبير وفي كثير من الاحيان يكون عند الصغار جدا والتي تعود لعدة اسباب من اهمها الاكثار من الحلويات والمياه الغازية بالاضافة الى اهمال الوالدين وترديدهم لمقولة انها ليست اسنان دائمة وستستبدل بعد حين مهمشين فوائدها العظيمة فالاسنان اللبنية هي من تساعد على مضغ الطعام وبالتالي تساعد في التغذية السليمة وهي التي تساعد في نطق الاحرف بشكل سليم بالاضافة للناحية الجمالية للطفل وما يصاحب ذلك من استهزاء بالطفل بين اقرانه اذا كانت اسنانه ليست جميلة وتأثيرها النفسي على الطفل ناهيك عن المشكلة العظمى وهي الم الاسنان والتي يخاف منها الكبار فكيف باطفالنا كالمثل العربي الشهير (لاهم الا هم العرس ولا وجع الا وجع الضرس ) وكما يقال الوقاية خير من العلاج فاحيانا يترك الطفل حتى يأتيه الالم غير المحتمل بسبب التسوس ووصوله الى العصب فالاسنان اللبنية تتغذى وان تسوست تسبب الالم وليس كما يقال انها ستقلع دون الم ..اما خلع السن فذلك خطأ كبير وسيؤدي الى فجوة بين الاسنان وستتحرك الاسنان باتجاه الفراغ سواء العلوية او السفلية وكلها ستؤدي لاختلال الاسنان اضف الى ذلك ان هذا الخلل سيؤدي الى اختلال الاسنان الدائمة ومضاعفاتها لذلك لا بد من تعليم الاطفال وتذكيرهم بالاهتمام بالاسنان وتبقى عملية تنظيف الاسنان من مهام الوالدين حتى يعتمد الطفل على نفسه وهذا سيبقي الطفل في بيئة نظيفة وعند اعتماد الطفل على نفسه يبقى التأكد من الوالدين على ان الطفل قد اتم المهارة كما في اغلب المهارات ..من المهم اختيار نوع الفرشاة للطفل والتي تكون ناعمة و تتغير كل ثلاث الى اربعة اشهر وهو من يختار شكلها الذي يريده وهناك فرشاة مخصصة للاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تراعي ظروفهم وربما يحتاج بعض الاطفال الى اضافات للفرشاة سواء خيوط الاسنان او اعواد الاسنان ولابد من اختيار معجون اسنان يناسب الطفل مع معرفة ان اغلب انواع معجون الاسنان تحتوي على الفلورايد والاختلاف في النكهات اما زيارة الطبيب والتي نصت فيها الاكاديمية الامريكية لطب اسنان الاطفال ان يزور الطفل طبيبه عندما يصبح لديه اسنان ولا يمكن اهمال او تهميش زيارة طبيب اسنان الاطفال فهي تساعد على التاكد من سلامة الطفل اضف الى ذلك انها فرصة جيدة لتطوير مهارة الطفل في الاهتمام باسنانه .

ولا ننسى احبتي ان بتعليم الطفل هذه العادة الجميلة ستصبح ثابتة طوال حياته بإذن الله ومثل مانقول (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) .

 

 

 

احمد السلمي