إن المتتبع لقطاع الرعاية الصحية وما واجهه من مشاكل وقضايا رئيسية وصعبة , تعود لمواضيع عدالة توزيع خدمات صحية وجودتها وكفاءتها , ويأتي التركيز على الإدارة الصحية كعنصر أساسي وجوهري في التغلب على هذه المشاكل الصعبة التي تواجه المؤسسات والأنظمة الصحية .

الإدارة الصحية هي :

تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وتنسيق الموارد والإجراءات والطرق التي بواسطتها يتم تلبية الحاجات والطلب على خدمات الرعاية الصحية والطبية وتوفير البيئة الصحية وذلك من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية للمستهلكين كأفراد وجماعات وللمجتمع ككل.

طبيعة الإدارة الصحية :

تعتبر الإدارة الصحية فرعاً متخصصاً من العلوم الإدارية والصحية المتميزة , وهي علم تطبيقي اجتماعي , يضم مزيج من علوم إدارة الأعمال والإدارة العامة والعلوم الطبية والصحة العامة والوبائيات والسياسات الصحية وعلم الأنظمة الصحية.

ويعتبر النظام الصحي من أعقد الأنظمة بسبب تعداد المهارات والخبرات وعدم تجانسها والإدارة الصحية فنٌ وعلم متغير ومتطور , فن عند التعامل مع العنصر البشري حيث يستخدم المدير الصحي فن المهارات الإنسانية في الاتصال والتوجيه والقيادة وتحفيز الأفراد على تحقيق الأهداف المحددة , وعلم عند التعامل مع الموارد المتاحة حيث يتم الاعتماد على أساليب كميَة وتقنيات علمية في عملية اتخاذ القرارات لحل المشكلات وضمان فعالية وكفاءة الأداء.

إن الإدارة الصحية شأنها شأن الإدارة في المؤسسات الأخرى تقوم بتحديد الأهداف وتنسيق نشاطات القوى العاملة الإدارية والمهنية والطبية وغيرها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة والمتوقعة في المؤسسة الصحية.

مكونات نظام الإدارة الصحية :

  • المدخلات : تُحدد من خلال التخطيط والتحليل والتقييم لتقديم خدمات الرعاية الصحية
  • عملية تحويل : تتطلب هذه العملية الى تحويل المدخلات الى مخرجات تنظم الإمكانات المتاحة باستخدام اجراءات رسمية وغير رسمية لتقديم الرعاية الصحية والطبية.
  • المخرجات : تتمثل بالخدمات الصحية نفسها التي تقدم للأفراد والجماعات وما يرتبط بها من نتائج نهائية تنعكس على الصحة والمستوى الصحي.

الخصائص المميزة للمدير الصحي:

هناك علامتان للمدير و بدونهما لا يمكن أن يكون مديراَ بالمعنى الحقيقي لكلمة المدير وهما :

  • امتلاكه للمهارات الإدارية التي تمكنه من القيام بواجبات منصبه الوظيفي , والمقصود بالمهارات الإدارية هنا بالوظائف الإدارية التي يجب على المدير القيام بها والتي تُعرف بالتخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه والرقابة إذ تشكل هذه الوظائف العامل الأول المميز للمدير.
  • امتلاكه للسلطة والصلاحية التي تمكنه من القيام بمهام وواجبات مركزه الإداري إذ بدون هذه السلطة والصلاحية لا يمكن أن يكون مديراَ

الوظائف الإدارية في المنظمة الصحية :

  • التخطيط : وهي الوظيفة الأساسية الأولى التي يقوم بها المدير التي تحدد وبشكل مسبق ما يجب عمله لعملية التنظيم وتصميم الهيكل التنظيمي.
  • التنظيم : يعرف بتجميع العناصر البشرية والمادية المتاحة ضمن وحدات ودوائر تنظيمية يمكن توجيهها باتجاه تحقيق أهداف التنظيم.
  • التوظيف : وتعني مسؤولية المدير عن جمع واستخدام الموظفين الجدد المؤهلين لملء المراكز الوظيفية المتعددة والمختلفة في التنظيم.
  • التوجيه : وهي حفز المرؤوسين لتحقيق الأهداف المرسومة لوظائفهم وتوجيههم وإرشادهم , والإشراف على تنفيذ الأنشطة.
  • الرقابة : وتتضمن الأنشطة الضرورية للتأكد من أن الأعمال تسير كما هو مخطط لها وأن الأهداف المرسومة قد تم إنجازها.

فعمومية الوظائف الإدارية هي انها عامة لكافة المدراء بغض النظر عن المراكز الوظيفية التي يشغلونها داخل لتنظيم الواحد وفي التنظيمات المختلفة .

فكل مدير لابد له من القيام بهذه الوظائف الإدارية بمجموعها  لكي يكون مديراَ ؛ إلا أن الوقت والجهد الذي يصرفه كلاَ من المدراء على هذه الوظائف يختلف حسب موقعه في السلم الإداري للتنظيم. 

 

 

 

غيداء القرشي