تُعتبر الصحة الالكترونية من الأنظمة الجديدة التي تتبناها العديد من الدول في كل أنحاء العالم من أجل تطوير وتحسين خدماتها المقدمة والمهُيئة في القطاع الصحي، و نستطيع وصف مفهوم الصحة الالكترونية بأنه الاستخدام الموحّد والمشترك لتقنية المعلومات و الاتصالات الالكترونية في المجال والقطاع الصحي.

ولهذه التقنية دور كبير في دعم احتياجات العمل بالإضافة حيث أن رعاية المرضى تُعتبر الأساس التي تقوم عليه جميع استراتيجيات  الصحة الإلكترونية؛ من رعاية أولية، رعاية منزلية، الصيدلية ،المختبر، إلى التشخيص والمستشفيات والطوارئ.

والأمر المهم أنه يمكن تطبيق خدمات الصحة الإلكترونية في مجالات متعددة منها: الإدارة الطبية والصحية التخطيط الصحي الاستراتيجي، التثقيف الصحي والرعاية الصحية، ورعاية المرضى ودعمهم، الصحة الوقائية وغيرها العديد من المجالات والخدمات.

 

وسنتطرق هُنا إلى تطبيق الصحة الالكترونية وفوائدها بالنسبة للمرضى، وتتمثل في : القدرة على الوصول للمعلومات الصحية الموثوق بها عن طريق شبكة الانترنت ورسائل الجوال أيضاً، وسهولة العثور على الخدمات والأجوبة الطبية المُراد الحصول عليها عن طريق الانترنت، والحصول على التشخيص الأولي السريع عند الحاجة إلى الاستشارة والعناية الطبية عند صعوبة الوصول إلى الطبيب مثلاً، وأخيراً إمكانية الحصول على معلومات المريض في أي وقت.

 وبالنسبة لموفري الخدمة من أطباء وممرضين وغيرهم سيستطيعون الحصول على: بيانات المرضى في أي وقت وأي مكان وقت الحاجة، وأيضاً القدرة على الوصول إلى معلومات موثوقة مبنية على حقائق، والتواصل مع زملائهم للحصول على استشارات ونصائح، وتتوفر لديهم أيضا أدوات تشخيص متطورة وخدمات لدعم القرارات.

وسيكون ذلك كفيلاً بأن يوفر لهم الوقت والجهد في البحث للحصول على نتائج الاختبارات التشخيصية أو نتائج استشارات، وتوفر لهم أداء المزيد من الفحوص والإجراءات التي لا حاجة لها.

ومن الجدير بالذكر أن بدايات الصحة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية كانت في السبعينيات وذلك عن طريق تأسيس المستشفى “الأتوماتيكي” لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وثم بعدها تبعتها العديد من المشاريع المتخصصة في الصحة الالكترونية في قطاعات صحية كثيرة منها وزارة الصحة والحرس الوطني والقطاع الصحي الجامعي وغيرها، حيث الآن تتمتع الكثير من المستشفيات الكبرى ببرامج صحية الكترونية وتطبيقات مختلفة سواء للصحة الالكترونية أو الطب الاتصال أو برامج أرشفة صور الاشعة وغيرها. (ماهي الصحة الالكترونية، 2017).

ولكن هُناك العديد من العوائق التي وقفت في طريق تطوير الصحة الالكترونية في المملكة العربية السعودية وأول هذه العقبات (التخطيط) حيث أن التطبيقات المهمة في الصحة الالكترونية احتُجزت في المستشفيات الكُبرى ولم تطبق في جميع المنشئات. وأيضاً من العوائق التي تم مواجهتها هي توفر الكوادر، بالرغم من وجود كادر حالياً ولكن بشكل قليل لا يكفي. ومن أهم العوائق أيضاً التي يجدر ألا نغفل عنها هي التكلفة الكبيرة لمشاريع الصحة الالكترونية.

 من أشهر وأبرز البرامج الحالية على مستوى المملكة في مجال الصحة الالكترونية والتي تأتي متوافقة مع رؤية المملكة 2030 لاستهدافها توحيد الملف الطبي الالكتروني عبر القطاعات جميعها، هو برنامج (رابط) الذي يأتي كمشروع وطني لتطبيق السجلات الصحية الالكترونية في مستشفيات والمراكز الصحية، ومشروع (صحي) يقدم خدمة توحيد معايير تبادل البيانات والمشروع الوطني لتطبيق برامج أرشفة صور الأشعة التشخيصية وغيرها من البرامج العظيمة التي لا نستطيع حصرها.

الجدير بالذكر أن من أهم وأكبر مجالات الصحة الالكترونية هي (السجلات الطبية الالكترونية) من خلالها يمكن السماح بمشاركة وتبادل بيانات المرضى الكترونياً بفعالية وكفاءة، وتمكّن السجلات الطبية الالكترونية من تدوين كل ما يحتاجه المرضى ويقدم لهم من تقارير وأدوية وأشعه وغيرها، وهذا الأمر سيساعد إلى حد كبير على الاستغناء عن أقسام كثيرة قديمة وبدائية مثل أقسام التقارير الطبية والسجلات الطبية وأرشيف، حيث ستساعد السجلات الالكترونية على توفير الجهد والوقت وأيضاً المساحة الكبيرة.

وأيضاً الصحة الإلكترونية تشمل المستشفى الافتراضي على الانترنت، حيث تقوم على إنشاء مواقع إلكترونية للمستشفيات وربطها بالأجهزة الذكية ومواقع التواصل، وذلك لتقديم خدمات متنوعة مثل توفير المراجع للأطباء بحيث تُمكنّهم من الوصول السريع للمعلومات عند الحاجة، وتقدم أيضاً للمرضى خدمة حجز المواعيد والمراجعات عن طريق الأجهزة الذكية.

وأخيراً فإننا عندما نقول الصحة الإلكترونية فهذا يشير بأننا سنوفّر نظامًا صحيًّا بشكل آمن وعالي الجودة يرتكز على رعاية المرضى وبالتوافق مع المقاييس العالمية؛ لذلك نؤكد على أهمية الصحة الإلكترونية عالمياً.

 

 

أ. أبرار عبدالله باعطية