في اي مقال يكتب و لأي غرض يحرر فهو ناتج تفكير عميق و رؤية يجب ان يجلبها محررها من التشويش للوضوح حتى يبينها للقارئ الكريم بالذات اذا كانت الفكرة كبيرة و عظيمة ، في هذه الحاله كي يفهمها محررها و يسطتيع ان يعبر عنها يجب عليه العيش في هذه الرؤية التي سيتكلم عنها و هذا يفسر – و لا يبرر –  تاخر بعض الكتاب و المحررين .

 

تحدثنا سابقاً عن المبادئ الأولية الواجب توفرها في كل معالج صحي و وضحنا التساؤلات التي قد يتعرض لها في سبيل الوصول إلى الإحسان و الان نتحدث  عن أساس و مفهوم الإحسان و من ثم سنطرح فكرة تجدونها في نهاية المقال .

ماهو الإحسان ؟

تعريفه بشكل عام موجود في حديث رسول الله عندما سأله جبريل عليه السلام قائلا ( أخبرني عن الإحسان، فقال رسولنا الكريم : الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )

كلمات بسيطة قليلة تعكس معاني عميقة فهذا الحديث كان كالمحرك الدافع لجميع مقالات سلسلة احسان صحي و مازال في معانيه بقية لن و لم تنتهي و لابد من فهم بعضها كـ :

  • لا يمكن لأي عبد حسب معتقدنا الإسلامي أن يرى الله في الدنيا و هذا ليس خطأ في حديث الرسول بل أن تعبيره بحد ذاته يفيد الاستمراريه حتى لو كان للمستحيل طالما أن هذا المستحيل هدف سام و نبيل و غاية مشرفة .
  • مع وجود هذه الاستمرارية فهذا يدفع المرء العاقل – الانسان – للاستمرار في عملية التحسين بلا انقطاع و هذا في سبيل الوصول للمستحيل المشروع و الممكن .
  • ليس هناك فكرة مستحيلة الحدوث – إلا قليلا – و ان كانت مستحيلة فالبديل عنها موجود دائما ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) و هذا ضمان نتيجة إحسانك المستمر فليس هناك مجهود يضيع هباء و يناظر ذلك قوله تعالى ( إن الله لايضيع أجر من أحسن عملا)
  • أما عن أهم مبدأ و معنى أنه ليس للإحسان سقف و هذا مقتضى الاستمرارية، و ليس المحسن من وصل للإحسان بل المحسن من استمر فيه.
  • الإحسان فعله الماضي أحسنَ و المضارع يُحسن و الأمر حسّن بالشدة على السين و ليس المقصود من هذا شيئاً واحداً بعينه ، فمن يضيف معلومة أو يقيم فعل خاطئ محسن و يعتبر هذا العمل نوع من التحسين لكن المفهوم شمولياً ليس مقتصرا على فعل دون اخر , صاحب البسمة محسن، صاحب اللمسة الحانية محسن، صاحب النظرة المشفقة محسن و أفضل أنواع الاحسان هو العمل به ولا يكفي فقط الشعور به ، فمن يمشي في حاجة أخيه لا يستوي مع من يشعر بالأسى لأجله فقط .
  • الاحساس من الاحسان , الفعل من الاحسان , الكلام الصالح المفيد من الاحسان ويشمل ذلك التوجيه و التحديث.
  • المحرك الاساسي للإحسان هو النية و الفطرة القلبية الحسية التي تترجم لفعل عن طريق العقل و قد نفرد مقال تأملي للتحدث عن الفقه القلبي و الفقه العقلي.

بإمكان أي متامل أو متفكر أو متخيل أو متبحر أن يزيد في هذه المعاني فكما قلنا كلمات بسيطة خلفها معاني لا يمكن حصرها ، و الان عليك ان تسال نفسك هل أنت محسن أم لا ؟ عذراً السؤال هو هل تريد أن تكون من المحسنين ؟

هذا المفهوم قابل للتطبيق في كل وقت و كل مكان و كل اختصاص ، اليوم سنبدأ بالتحرك من العام الى الخاص و سنعمل على تخصيص مفهوم الإحسان على الأعمال و المهام الصحية و قد يتم التركيز فقط على تخصص الإدارة الصحية في بعض الاحيان .

 

الإحسان الصحي عبارة عن عملية  تطبيقية مستمرة غير منقطعة لها أبعاد كثيرة و لتبسيط الفكرة فإننا نقول أن الإحسان الصحي ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك في عملك و مهامك في منظومة سامية تدعى الصحة ) فلابد من تطبيق كل المفاهيم السابق ذكرها في هذا المقال أو في المقالات السابقة التابعة لسلسلة إحسان صحي و تخصيصها على المهام و الوظائف في القطاع الصحي .

 

ومن الآن سيتم فتح باب المشاركة للقرّاء لطرح القضايا المتعلقة بالاحسان والمشاكل المناقضة له في واقع القطاع الصحي من وجهة نظركم ، يمكنكم مراسلتنا على ايميل المجلة [email protected]   أو حساب المجلة-آراء على تويتر @opinionsQ ، أو حساب المحرر على تويتر أيضا ( تجده أسفل المقال ) و سيتم مناقشة بعضها على حسب الاستطاعة عن طريق مقالات أُكمل بها سلسلة احسان صحي يتم من خلالها توضيح المفهوم بشكل اكبر .

 

بالاحسان حياتنا انقى

 [author image=”https://pbs.twimg.com/profile_images/608838240334782464/DD1EwlOy.jpg” ]محمد عصام منصور

@drmhd24

من مقالات الكاتب :

استفهامات

من انت ؟

المهنة الصحية  : تكليف ام تشريف ؟

الإصرار

[/author]